يُعدّ الإعلام بحقٍّ بوابة العبور للأعمال الفنية على تنوعها، وهو الفيصل في الحكم بنجاح أي عمل فني أو إخفاقه، وبهذا يكون الإعلام الأداة الأكثر فاعلية لنشر الفن، ومن ثمّ فهو المصدر الذي يتم من خلاله تغذية فكر المجتمع، فالإذاعة والسينما والتلفزيون والصحف والمسرح تبث ما يحلو لها ليتم - بسرعة - تلقُّف الناس لذلك، فينغرس بعدها في عقولهم وسلوكياتهم.
ومن الملحوظ بوضوح أن الإعلام بشتى وسائله وفي أكثر حالاته، لا يلتزم بمبادئ حميدة، ولا بأخلاقيات سامية، ولا بعادات وتقاليد طيبة، وإن أي إعلام لا ينطلق من مفاهيم ومبادئ ثابتة، معتمدة ابتداءً على مبادئ دينية، سوف يصبح - لا شك - عامل هدم عقدي وفكري وسلوكي، وسيكون الخصم الأكثر شراسة لهذه المبادئ.
ونحن نرى ذلك بوضوح، حين صار الفن وأهله الشغل الشاغل لوسائل الإعلام المختلفة، وكأن الإعلام قد تفرّغ لبث الأعمال الفنية المتنوعة، فمن غناء متواصل لمغنين لا يكادون ينفدون، إلى عرض مسلسلات لا تكاد تنتهي حلقاتها مستوردة ومحلية، ثم لمسرحيات الأطفال، التي لا غاية لها سوى التهريج لهم، وإيهامهم بأن الحيوانات قد فاقت الإنسان في التفكير فصارت مُوجِّهة لسلوكياته،