إثارة، فتراه إذا مرّ بمواقف الغضب أظهر الغضب على طريقة الفنان أو الفنانة، فينثر شعره أو يكسر مرآة بيته أو يمزق ملابسه أو يرمي بكتابه بعيداً على الأرض، وإذا حزن أو خاف أو أحب أو أبغض ... قلّد في ذلك كلِّه انفعالاتِهم، وقد يؤدي دورهم تماماً، وكأنه لا يعيش الواقع وإنما يعيش التمثيل فيتقمّص شخصياتهم الانفعالية، وقد يستمر هذا التقليد الانفعالي ليكون سمة بارزة ثابتة في شخصية الناشئ، وقد تكون هذه الانفعالات مخالفةً للآداب والعادات، وقد تكون أيضاً مخالفة للشرع المطهّر وتعاليمه، وعندها يكون الفن قد غرس نبتة مُرّة في أرض خصبة، في حين أن الإسلام علّمنا كيف نملك أنفسنا عند المشاعر المختلفة من حزنٍ أو فرح، أو حبٍ أو بغض أو غير ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من كظم غيظاً وهو يستطيع أن يُنفِّذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيّره في أيّ الحور شاء»(١) . ويعلمنا عليه الصلاة والسلام أن الغضب لا يكون إلا إذا انتُهكت لله حرمةٌ، وقد كان صلى الله عليه وسلم أشد الناس غضباً لذلك، فأين أهل الفن من هذه التعاليم النبوية السامية؟! هلاّ علّموها الناشئة من خلال أعمالهم حتى تتكون لديهم انفعالات مهذّبة تدل على الرصانة والخلق الكريم.
[ب - التقليد اللفظي]
هذا النوع من التقليد هو الأكثر لصوقاً بالناشئة، فقد يردد بعضهم مع الممثل العبارات والكلمات المناسبة وغير المناسبة، وهذه الألفاظ قد تدخل معجم الناشئ اللغوي فتصبح جزءاً لا يتجزأ
(١) أخرجه الترمذي؛ كتاب: أبواب صفة القيامة، باب فيه أربعة أحاديث ... ، برقم (٢٤٩٣) ، عن أنس رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.