للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

الفن التمثيلي والمرأة

المرأة التي رفع الإسلام قَدْرها، وخلّصها من القهر والظلم والامتهان، فجعلها مكرمة مصونة، بعد أن ذاقت كل ألوان الاضطهاد في الجاهلية، وبعد أن بِيعت مع المتاع، ووُرِّثت مع المال، المرأة التي جعلها الإسلام مدرسة للفضيلة والخُلق الحسن، تربي العامل الكادح، والقائد الفذّ، والمفكر الذي يحمل همّ الأمة، والأديب الذي يصوغ عقول أبنائها بسمو أدبه، والمؤرخ المؤتمن على حركة التاريخ المجسِّدة لدحض الحق للباطل، وهي التي تربي وتربي ... ، فتحمل بذلك أشرف رسالة، هي الأم التي تورّث الأجيال القيم والمبادئ السامية، والزوجة الصالحة التي تقيم أركان الأسرة على تقوى من الله، وهي الأخت الناصحة الحانية، وهي البنت التي تورق وتزهر في واحة الإيمان.

هذه المرأة هي المقصود غزوها، إن أسوار نفسها تُقتَحم فكرياً ودينياً وسلوكياً من خلال هذا الفن، وقد أدرك أهله ومن يقف وراءهم أهمية المرأة ومكانتها في المجتمع بعامّة، وفي المجتمع المسلم بخاصة، فهي التي تقوده إلى المعالي إن صلحت وتقوده في الوقت عينه إلى المهالك إن فسدت، وهي الأساس الأهم للأسرة بل للمجتمع بأسره، ومن خلالها أيضاً يتم إفساد ذلك كله فيما بعد (١) .


(١) وصدق حافظ إبراهيم بقوله:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
والأخت مزرعة إذا أفسدتها
أنبتَّ نخلاً سيىء الأعذاق

<<  <   >  >>