المجتمع المسلم، ولما تحتاجه هذه التربية النافعة إلى معالجات نصيّة جادّة لتنمية عقول الناشئة، والأخذ بأيديهم إلى التمسك بتعاليم الدين الحنيف والخُلق الكريم، وذلك بعيداً عن الخيال المريض الذي قد يولّد الانحراف، وبعيداً كذلك عن النظرة السلبية للكون والحياة والإنسان.
[٢- حماية المجتمع المسلم]
إن حماية المجتمع ترتكز على التوعية الإيمانية والعلمية، وذلك من خلال تبصير المجتمعات الإسلامية بالأخطار التي تهدّد الأمة أفراداً وجماعات، ومن المسلَّم به أن هذه الأخطار باتت متنوعة، فمنها الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو السياسي، أو الأخلاقي، أو الديني، وهي تتفاوت جميعًا في أهميتها، إلا أن الدين يعدّ - بحق- العامل الأهم في ذلك كله، وهو الفيصل في المعركة بين الخير والشر، ومن هنا ندرك قيمة التحصين الديني والخُلقي لحماية كل فرد من أفراد الأمة. وعندما يقوم الفن الملتزم بدور الوقاية نلحظ عند ذلك تدرّج الأمة في سلّم الاستقرار والتميز.
[٣- عرض قضايا الأمة الإسلامية]
فالأمة الإسلامية تحمل قضايا ثقيلة في الميزان الحضاري والتاريخي، وإذا لم يؤدّ الفن - بمفهومه العام - رسالته في توعية الأمة ولفت نظرها نحو مشكلاتها وتشخيص أسبابها، ومن ثَمّ وضع حلول ناجعةٍ لها، والاهتمام بتوجيه الطاقات، بكل دِقّة وأمانة، فسيكون عندئذ - ولا ريب - أحد عوائق تقدّم الأمة وتراجعها، وبالمقابل فعندما ينهض الفن المنضبط بقضايا الأمة الإسلامية، ويبصّرها بمصيرها من خلال عرض جادٍّ لقضاياها المصيرية، يكون