إنه عنفوان الفطرة وثورة الإيمان الكامن في الأعماق وتوفيق الله تعالى في أولاها وأخراها، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ولعلنا في هذا المقام نستعرض مقتطفات من حياة بعض التائبين والتائبات من أهل الفن وليس لنا هدف إلا تمثل العبرة ومراجعة الذات وكشف النقاب عن ذلك الوسط الفني وهمومه.
وسأقدم لك أخي القارئ مجموعة من الصراعات والتحولات التي يتعرض لها أهل الفن وهم في طريقهم إلى الرحمن الرحيم، وذلك من خلال رحلة التائبات بعد صراعات مريرة، متأرجحات بين صرخات الإيمان والضمير وبين ضلالات الشياطين.
(١) شمس البارودي (١) :
إنها أول من خرج من الظلمات إلى النور، وأول من لامس النور قلبه، هي أول من مَلَك القرآن الكريم كيانه، حتى إنها قد دمعت عيناها من خشية الله.
تلك هي الشمس التي أشرقت على أهل الفن، وأنارت لهن طريق التوبة، وهي التي برهنت على أن باب التوبة مفتوح دائماً وبأن التوبة قريبة من كل إنسان.
هي التي أعطت المثل الطيب في فن التوبة والثبات على درب الهدى، لقد أبدت الأخت شمس تحدياً للباطل ذكّرنا بأصالة المسلم، وصبره على المحن والبلايا. لقد بعثت في نفوسنا مواجهة الباطل بكل غروره وتطاوله.
(١) التائبون إلى الله، إبراهيم الحازمي، دار الشريف، الرياض، ١٤١٨هـ - ١٩٩٨م، ج١، ص٢٠٨ بتصرّف.