فيصقل روحه بالهدى، ويرتقي بفكره إلى مراقي الفلاح. هذه دعوة لكل من يسعى إلى الرقي الفكري والاجتماعي والسلوكي للناشئة، عسى أن تلقى آذاناً مصغيةً لدى المهتمين منهم بذلك.
لقد أسفرت دراسة للباحثة فاطمة أبو ظريفة " عن أن أفلام الرسوم المتحركة تستحوذ على اهتمام كبير من الأطفال وأن جميع الأطفال يتابعونها بنسبة تامة (١٠٠%) "(١) .
إن فن العرض الكرتوني يستحوذ على اهتمام الناشئة، بل قد أضحى لبّ اهتماماتهم، ذلك بأنهم يشعرون بالمتعة الخيالية وهم يشاهدون ما لم يروه في الواقع، فيتقلبون طوال متابعتهم لها في خيالات تداعب مشاعرهم، وقد تؤثر على أنماط تفكيرهم وسلوكهم مستقبلاً، وذلك بشكل غير إرادي، في عقلهم الباطن، وهذه المتعة قد تقودهم أحياناً إلى خطر محدق، بل إلى تدمير لتوجهاتهم ولحياتهم أحياناً، فهي غزو لهذا الناشئ البريء، غزو لمعتقداته وفكره، غزو لعواطفه وخياله، وغزو لإمكاناته الإبداعية، ولخياله الخصب، وذلك بإغراقه بالإثارة والتشويق، فيضطرب عند ذلك كل شيء في كيانه الإنساني، توصّلاً إلى أعظم ما يملكه الإنسان المسلم وهو العقيدة.
(١) أفلام الرسوم المتحركة الأجنبية وأثرها على قيم وسلوك الطفل المسلم في المملكة العربية السعودية - محافظة جدة، فاطمة أحمد أبو ظريفة، دراسة أكاديمية لم تنشر بعد، كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، بيروت ١٤٢٢هـ- ٢٠٠١م، ص١٦٢.