ولهذا الإله - بزعمهم - ابن يعايش البشر، فهو واحد منهم يرعاهم ويستجيب لهم، (١) هكذا - وبكل وضوح - يعارض هذا المشهد وأمثاله، عقيدة لجوء الناس المسلمين لله الواحد الأحد - سبحانه - إذا ما ألمّ بهم مثل هذا الحدث الجلل، وتتسرب في عرض هذه المسلسلات عقيدة ادعاء الولد لله - تعالى-، تتسرب في لبوس برّاق يبهر عقل المشاهد الناشئ، ويتسلل إلى نفس الطفل ذلك ليؤثر بها كأثر لفيروس استعصى تبيُّنه على العلماء، ومن ثم استحالت معالجته. وفي المقابل يتم تعليم الناشئة بجهد طيب من أهل الذكر، الآياتِ القرآنية، ومنها قوله تعالى:[المَائدة: ٧٣]{مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ} عندها تتلاطم المفاهيم في عقل الناشئ المسلم، وتتزعزع لديه العقيدة - وهي أثمن ما يحرص عليه - وذلك بأثر جلسة للتسلية والترفيه قد لا يلقي لها الأهل بالاً، بل قد تجدهم يحثون أطفالهم على قضاء أوقات ممتعة في متابعة هذه المسلسلات!
[الفن الكرتوني وعبادة الأصنام]
أما "مغامرات الليث الأبيض"، ومَنْ من الناشئة لا يعرفها، إذ تجلت بحُلّتها المثيرة، وبمشاهدها الأخّاذة، وبإخراجٍ بديع لها، وقد ظهر في أحد عروضها صنم من حجارة، وقف الناس أمامه بذِلّة وخضوع، يتوسّلون إليه ويدعونه عند الكوارث والمصائب، فهم
(١) انظر: التلفزيون وتربية الطفل المسلم، عالية الخياط، مرجع سابق، ص ٦٠، (بتصرف) .