للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لذلك فقد استطالت مخالب أهل الانحلال للنيل من المرأة الطَّهور، وصاروا ينوّعون في أسلحتهم؛ فتارة يخاطبون عاطفتها الفطرية، لصرفها عما خُلقت عليه من العفه والطهارة، فيثيرونها بأساليب متنوعة تنتهي بها غالباً إلى الضياع، وتارةً يخاطبون عقلها لحملها على اعتقاد ما يخالف دينها وتقاليدها، وإرساء بعض القيم التافهة في تفكيرها، لتكون المتمردة على كل ما يرضي الله ويحقق الفوز بأسرة كريمة، وتارة يُنشّطون مكامن الضعف البشري المادي لديها، لتكون نزّاعة إلى الهوى وزخرف الدنيا، ولو كان ثمن ذلك عزّة زوجها وأبيها، وعفّة نفسها ونقائها.

فمَن هؤلاء الذين يريدون للمرأة كل هذا؟

إنهم - ولا شك - دعاة التغريب والإفساد والانحلال، ربيبو التهويد، ممن مردوا على النفاق واتبعوا أهواءهم، الذين أهانوا المرأة فجعلوها مرتعاً خِصباً للرذيلة والدسائس والخيانة، ومسلكاً أقرب للوصول إلى الأهداف الرخيصة المشبوهة، لكن هؤلاء حين أدركوا ما تتمتع به المرأة المسلمة من حصانة إيمانية راسخة، سارعوا إلى الالتفاف الفني عليها، محاولين طمس عقيدتها، وكسر شموخها إلايماني، وتفتيت كيانها المتماسك، ليخلعوا بذلك عنها لباس العفة والطهارة والقيم الإنسانية، وليلبسوها ثوب التمرد على شرع الله وعلى القيم الاجتماعية المسلمة، عبر مسرب الفن بشتى صنوفه.

ودونك - إن ارتبت في قولي - المسلسلات التي تستهين بالحجاب وتمجّد الاختلاط، وتُرغّب بالتمرد على الزوج والأسرة، وتدعو إلى إقامة علاقات مشبوهة مع الجنس الآخر، تشاهدها المرأة

<<  <   >  >>