العشاء، ويقلب ناظرَيْه هنا وهناك بانتباه شديد لما يرى ... إنه يرى البهاء والجلال، يرى الوجوه النيّرة.
ويجلس حسن إلى جانب شيخ مهيب ذي لحية بيضاء، يشتغل بذكر الله تعالى، ويتضرع إليه، ولم يلتفت ذلك الشيخ إلى حسن ... وتقام الصلاة ... حي على الصلاة ... حي على الفلاح ويصلي حسن مع المسلمين.... ولكن ماذا بعد الصلاة؟
ينظر الشيخ إلى حسن فيعرفه ويستغرب وجوده بجانبه ... وينطق لسان الشيخ ويقول.. يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... مَنِ الشيطان؟ مَنِ الرجيم؟ وتدخل تلك الكلمات أذن حسن كالسهم المحمي، ويمسك بالشيخ قائلاً: هل أنا شيطان؟ هل تعرفني؟ ويقول الشيخ: رأيتك في بعض أعمالك تعلم الشباب الشقاوة ... أنت تأكل من حرام وتشرب من حرام وتلبس من حرام.
وتبدأ علاقة حسن بالشيخ، ويصير للشيخ مثل ظله لا يفارقه إلا خارج المسجد، ينهل من حكمته ونُصحه.
متى القرار؟
وهنا يجد حسن نفسه أمام الأمر الواقع، أيستمر في أكل الحرام أم ماذا يعمل؟
ويستمر في عمله الفني بعد العمرة، فالقرار صعب، فهو مصدر رزقه ورزق أولاده. ويتابع أعماله الفنية، وتتدخل زوجته العفيفة شمس البارودي لتضيء في وجهه ومضات من نور ... ماذا تمثل؟ ولمن تمثل؟ تمثل مع الفنانة فلانة وتعصي الله ... ودبت بعدها كراهية هذا العمل في نفسه.