والفكرية، وإن لكم - يا رجال الأعمال - قدوة بما شهده عالم البث الفضائي مؤخراً من قنوات قدمت برامج هادفة وأعمالاً فنية راقية، لاقت استحسانًا منقطع النظير لدى عموم شرائح المجتمعات الإسلامية.
هذا، ولا يفوتني - في هذا المقام - أن أناشد الأسرة الإسلامية في مجتمعاتنا لتمارس دورًا فاعلاً في حسن الرعاية لأبنائها، ولتحافظ على حقها في تحصين النشء المسلم من سهام التغريب، ومعاول الإلحاد والتهويد، وألاّ تدع أفلاذ أكبادها فريسة سائغة للأفكار الهدامة الغريبة على مجتمعاتنا، بل تكون لهم عونًا على فهم الواقع من حولهم على أساس من هدي الإسلام القويم.
وإن مما يجدر ذكره - ختامًا - أن هذا البحث الذي جاء مختصًا بجانب الفن التمثيلي، والذي تم التركيز فيه على بيان واقع أهل هذا الفن، ما هو إلا لَبِنَة تؤسس لأمرين، أولهما: ضرورة أن يستكمل أهل الاختصاص من الباحثين دراسة سائر جوانب الأعمال الفنية، فهي لا تقل أهمية - بحالٍ - عن جانب التمثيل، والآخر: أن تكون هذه الدراسة حافزًا يفتح الباب أمام الجادين المختصين من: أهل الإعلام، وأهل المسرح، وكُتَّاب الأعمال الفنية، لإجراء دراسات نظرية، بل وميدانية؛ يتم التواصل فيها مع القيمين على وسائل الإعلام، وكذلك العاملين في الحقل الفني؛ منتجين، ومخرجين، بل وفنانين في شتى المجالات، وذلك بغرض إحداث نقلة عملية نوعية في مسار تلك الأعمال الفنية، لتكون هادفة ترقى إلى مستوى (الفن) ، وتحقق المأمول منها في المحافظة على إرث الأمة الحضاري، وخدمة أبنائها، والضنِّ بهم عن محاولات التزييف والإفساد.