بقصد أنس النفس، وحث الإبل على السير.
والمسلمون من الرعيل الأول كانوا يرددون وهم يحفرون الخندق حول المدينة هذا النشيد:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
ويرى الرسول صلى الله عليه وسلم نسوة من نساء الأنصار في زفاف عروس فيأمر السيدة عائشة أن ترسل معهن من يردد هذا النشيد:
أتيناكم أتيناكم ... فحيونا نحييكم
ولولا الحبة السمراء ... ما جئنا بواديكم
وما استقبل به الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم دخوله المدينة (١) وهو النشيد الخالد:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة ... مرحباً ياخير داع
أناشيد أو أغانٍ كلها عفة ونقاء وطهارة، اللفظ طيّب والمعنى في غاية السمو، يطرب لها القلب وتستريح لها النفس.
فهذه الصور وأمثالها أقرها الإسلام واستحبها في المناسبات السارة كأيام العيد والعرس وقدوم الغائب. وفي وقت الوليمة والعقيقة بعد
(١) يقول ابن القيم رحمه الله: والصحيح أن ذلك حين عاد الرسول من غزوة تبوك، لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة. (زاد المعاد ج٣ ص ٥٥١) .