للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما الفخر بالعظم الرميم وإنما ... فخار من يبغي الفخار بنفسه

آخر:

وَدَعُوا التفاخر بالتراث وإن علا ... فالمجُد كسبٌ والزمانُ عصامُ

المتنبي:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجُدودي

آخر:

كم سِّيدٍ بطل آباؤه نُجبٌ ... كانوا الرءوس فأمسى بعدهم ذَنَبا

ومُقْرفٍ خامِل الآباء ذي أدبٍ ... نال المعاليَ بالآداب والرُّتَبا

المتنبي:

وآنف من أخي لأبي وأمي ... إذا ما لم أجدْه من الكرام

ولستُ بقانعٍ من كل فضل ... بأن أُعزَى إلى جَدٍّ همام

آخر:

كن ابنَ من شئتَ واكتسِبْ أدَبًا ... يغنيكَ محمودُهُ عن النسبِ

إن الفتى من يقول: ها أنذا ... ليس الفتى من يقول: كان أبي

وقد تواردت نصوص الشريعة المطهرة على التنفير من التفاخر بالأحساب، إذا كان على وجه الاستكبار أو الاحتقار، وبذلك نطقت الأخبار، قال الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.

[وفي الآية إشارة إلى وجه رد التفاخر بالنسب، حيث أفادت أن شرف النسب غير مكتسب {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، وأنه لا فرق بين النسيب وغيره من جهة المادة؛ لاتحاد ما خُلِقا منه، ولا من جهة الفاعل؛ لأنه هو الله تعالى الواحد، فليس للنسب شرف يُعَوَّل عليه، ويكون مدارا للتراب عند الله -عز وجل-، ولا أحد أكرم من أحد عنده سبحانه إلا بالتقوى، وبها تكمل النفس، وتتفاضل الأشخاص.

<<  <   >  >>