كانت لهذا البحث قيمة تتركز في إبراز جهد علم من أعلام الحفاظ في الشام في القرن التاسع الهجري، وهو من الأعلام المغمورين، الذين لم ينالوا حظهم من التعريف بهم وهو بحق من الحفاظ الأئمة، الذين لهم اطلاع واسع على كثير من المصنفات، ومعرفة شاملة لكثير من الفنون والعلوم، ويتضح ذلك من خلال كتابه هذا، وموارده فيه.
والمؤلف -رحمه الله تعالى- تميز في كتابه هذا بأمانته العلمية، ودقته في النقل وتوثيق أقوال أهل العلم، فهذا مما ينبغي الاقتداء به فيه، والافتخار به؛ لأنه سمة بارزة من سمات علماء الإسلام.
وبعد هذه الجولة مع الحافظ برهان الدين الناجي في القسم الذي درسته وحققته من كتابه، أذكر بعض النتائج التي خلصت إليها من خلال هذا البحث وقد كان من أهمها:
١ - أن الكمال المطلق لله وحده لا شريك له، وأما سائر خلقه فلا معصوم إلا من عصم الله؛ ولهذا وقع الوهم والزلل من الحافظ المنذري ومن غيره من العلماء الكبار البارزين ممن تعقب عليهم المؤلف هنا في هذا الكتاب أو غيرهم، وهذا لا ينقص قيمتهم، ولا يحط من قدرهم، فما وقع منهم ليس إلا طبيعة من طبائع البشر، وكفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه.
٢ - تحقيق الكتب ودراستها وتمحيصها، ومقارنة النسخ، وإثبات الفروق بينها، كان لعلمائنا السبق إليه يتضح هذا في عمل المؤلف في هذا الكتاب كل ذلك من أجل العناية بالسنة المطهرة،