للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثقف ئخن، فيدلج «١» من عندهما بسحر، فيصبح بمكة مع قريش كبائت بها، فلا يسمع أمرا يكاد به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط للكلام «٢» ؛ ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منيحة من غنم «٣» فيريحها «٤» عليهما حين يذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل «٥» ، يفعل ذلك في كل ليلة من الليالي الثلاث؛ ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث، معه أبو بكر وعامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم الدليل طريق الساحل فاجتنوا «٦» ليلتهم حتى أظهروا «٧» وقام الظهيرة رمى أبو بكر بصره «٨» هل يرى ظلا يأوون إليه، فإذا هم بصخرة فانتهوا إليها فإذا بقية ظلها، فسوى «٩» أبو بكر ثم فرش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: اضطجع يا رسول الله! فاضطجع، ثم ذهب ينظر هل يرى من الطلب أحدا، فإذا هو براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي يريدون من الظل، فسأله أبو بكر: لمن أنت يا غلام؛ قال: لفلان- رجل من قريش، فعرفه أبو بكر فقال: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، فقال: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمره فاعتقل «١٠» شاة من غنمه وأمره أن ينفض عنها من الغبار، فحلب له كثبة «١١» من لبن، وكان معه إداوة «١٢»


(١) يقال أدلج القوم وادّلج: ساروا الليل كله أو في آخره.
(٢) في ف: يختلط الكلام- كذا.
(٣) وفي الطبري «كان لأبي بكر منيحة من غنم» يقال: منحه الناقة وكل ذات لبن، إذا جعل له وبرها ولبنها وولدها، فهي المنحة والمنيحة.
(٤) وفي الطبري «يروح بتلك الغنم» .
(٥) أي تمهل وتؤدة ورفق، يقال «على رسلك يا رجل» أي على مهلك وتأن.
(٦) أي استتروا.
(٧) يقال: أظهر- إذا سار أو دخل في الظهيرة وهي حد انتصاف النهار.
(٨) في ف: بصر.
(٩) في ابن الأثير «فسوى أبو بكر عندها مكانا يقيل» .
(١٠) من الخصائص الكبرى ١/ ١٨٩ وفي ف «فاغتفل» مصحف.
(١١) والكتيب من القرب المشدودة بالوكاء- راجع محيط المحيط، وفي ف «كتبه» كذا.
(١٢) وقع في ف «أدواه» خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>