للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببدر، وإنما كانت تنصر وتعين، وكانت عليهم عمائم بيض قد أرسلوها في ظهورهم.

ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصى «١» بيده وخرج من العريش فاستقبل القوم وقال: شاهت الوجوه! ثم نفخهم «٢» بها ثم قال: «والذي نفسي بيده! لا يقاتلهم رجل اليوم فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة» ! فقال عمير بن الحمام «٣» أحد بني سلمة وفي يده تمرات «٤» : يا رسول الله! أرأيت إن قاتلت حتى قتلت مقبلا غير مدبر ما لي؟ قال: لك الجنة، فألقي التمرات من يده وتقدم فقاتل حتى قتل.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: احملوا، ومن لقي «٥» العباس منكم فليدعنه «٦» ، فإنه أخرج مستكرها «٧» ، فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أنقتل «٨» آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس! والله لئن لقيته لألجمنه «٩» السيف! فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله فقال لعمر: «يا أبا حفص! أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف» ؟ فقال عمر: دعني أضرب عنقه يا رسول الله! والله لقد نافق! فكان أبو حذيفة بعد ذلك يقول: ما أنا [بآمن] «١٠» من تلك الكلمة التي قلت، ولا أزال منها خائفا إلا «١١» أن تكفرها «١١» عني الشهادة- فقتل يوم اليمامة شهيدا. وكان العباس قد


(١) في السيرة: الحصباء.
(٢) كذا في ف، وفي السيرة والطبري: نفحهم.
(٣) من السيرة، وفي: الهمام، وله ترجمة في الإصابة ٥/ ٣١ فراجعه.
(٤) في ف: ثمرات- خطأ.
(٥) من السيرة، وفي ف: القا.
(٦) في ف: فليكد عنه- كذا، وفي السيرة: فلا يقتله.
(٧) من السيرة، وفي ف: مستنكزها- كذا.
(٨) في ف: أتقتل- خطأ.
(٩) وفي رواية من السيرة: لألحمنه.
(١٠) زيد من السيرة.
(١١- ١١) من السيرة ٢/ ٧٠، وفي ف: تكفوها- كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>