للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «هل لك مفتاحك» «١» ؟ فدفعه إليه.

فلما كان الغد من فتح مكة عدت «٢» خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا «٣» فقال: «أيها الناس! إن


وتخفيف الفاء. وفي الطبقات لابن سعد عن عثمان بن طلحة قال: كنا نفتح الكعبة في الجاهلية يوم الاثنين والخميس، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس، فأغلظت له ونلت منه فحلم علي ثم قال: «يا عثمان! لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت» ، فقلت: لقد هلكت قريش يومئذ وذلت! قال: بل عمرت وعزت يومئذ ودخل الكعبة فوقعت كلمته مني موقعا ظننت أن الأمر يومئذ سيصير إلى ما قال، فلما كان يوم الفتح قال: «يا عثمان! ائتني بالمفتاح» ، فأتيته به، فأخذه مني ثم دفعه إلي وقال: خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان! إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف، فلما وليت ناداني، فرجعت إليه فقال: «ألم يكن الذي قلت لك» ؟ قال: فذكرت قوله لي بمكة قبيل الهجرة: لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت، قلت: بلى، أشهد أنك رسول الله. وفي التفسير: إن هذه الآية إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي، أمره عليه الصلاة والسلام أن يأتيه بمفتاح الكعبة، فأبى عليه وأغلق باب البيت وصعد إلى السطح وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه، فلوى عليّ يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب ... وعن الكلبي: لما طلب عليه الصلاة والسلام المفتاح من عثمان مد به يده إليه، فقال العباس: يا رسول الله! اجعلها مع السقاية، فقبض عثمان يده بالمفتاح، فقال له صلى الله عليه وسلم: «إن كنت يا عثمان تؤمن بالله واليوم الآخر فهاته» ، فقال: هاكه بالأمانة، فأعطاه إياه ونزلت الآية- ولمزيد التفصيل راجع السمط.
(١) كذا في ف، ولعله: هل لك في مفتاحك، أي رغبة.
(٢) في ف «غزت» كذا.
(٣) وفي المغازي ٢/ ٨٤٣ «قالوا: خرج غزيّ من هذيل في الجاهلية وفيهم جنديب بن الأدلع يريدون حي أحمر بأسا وكان أحمر بأسا رجلا من أسلم شجاعا لا يرام ... فلما جاءهم ذلك الغزي من هذيل قال لهم جنيدب بن الأدلع: إن كان أحمر بأسا في الحاضر فليس إليهم سبيل؛ وإن كان له غطيط لا يخفى فدعوني أتسمع، فتسمع الحس فسمعه، فأمه حتى وجده نائما فقتله ... ثم حملوا على الحي ... فنالوا من الحاضر حاجتهم ثم انصرفوا فتشاغل الناس بالإسلام، فلما كان بعد الفتح بيوم دخل جنيدب بن الأدلع معه يرتاد وينظر- والناس آمنون- فرآه جندب بن الأعجم الأسلمي فقال: جنيدب بن الأدلع قاتل أحمر بأسا؟ فقال: نعم، فخرج جندب يستجيش عليه، وكان أول من لقي خراش بن أمية الكعبي فأخبره فاشتمل خراش على السيف ثم أقبل إليه ... فطعنه به في بطنه ... فجعلت حشوته تسايل من بطنه وإن عينيه لتبرقان في رأسه وهو يقول: قد فعلتموها يا معشر خزاعة!

<<  <  ج: ص:  >  >>