للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجوز أن يكون من هذا تجعل١ أبوك الثاني منهما٢ تكريرًا للأول، وأريد الخبر، ويجوز أن يكون أبوك الثاني خبرًا عن الأول أي أبوك الرجل المشهور بالدناءة والقلة: وقال:

قم قائمًا قم قائمًا ... رأيت عبدًا نائمًا

وأمة مراغمًا ... وعشراء رائمًا٣

هذا رجل يدعو لابنه وهو صغير وقال:

فأين إلى أين النجاء ببغلتي ... أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس٤

وقالوا في قول امرئ القيس:

#نطعنهم سلكى ومخلوجةً

كر كلامين على نابلٍ٥#

قولين: أحدهما ما نحن عليه، أي٦ تثنية كلامين على ذي النبل إذ قيل له: ارم ارم، والآخر: كرك لامين، وهما السهمان، أي كما ترد السهمين على البراء للسهام إذا أخذتهما لتنظر إليهما ثم رميتهما إليه فوقعا مختلفين: هكذا أحدهما وهكذا الآخر. وهذا الباب كثير جدًّا. وهو في الجمل والآحاد جميعًا.


١ كذا في ش، وفي ط: "على أن تجعل"، وفي د، هـ، ز: "يجعل".
٢ ثبت في ط، وسقط في ش.
٣ "قم قائما" أي قم قياما، فهو من إقامة اسم الفاعل مقام المصدر، و"أمة مراغما" أي مغاضبة، وقد وصفها بوصف المذكر، كما يقال: امرأة حائض، والعشراء من النوق: التي أتى على حملها عشرة أشهر، ويستمر لها هذا الوصف حتى تضع، والمراد هنا التي وضعت، والرائم: التي تعطف على ولدها، وانظر الصاحبي ٢٥٠.
٤ النجا: النجاة والخلاص، وفي الخزانة ٢/ ٣٥٣: "وهذا البيت مع شهرته لم يعلم له قائل ولا تتمة". وستأتي فيه رواية: "اللاحقوك" في مكان "اللاحقون".
٥ السلكي: الطعنة المستقيمة، والمحلوجة: التي في جانب، و"لامين" على القول الثاني تثنية لام وأصله الهمزة وهو السهم المريش بريش لؤام يكون بطن الريشة إلى ظهر أختها، والبيت من قصيدة له في بني أسد الذين قتلوا أباه وثأر له من أحياء منهم ذكرهم في قوله قبل:
قد قرت العينان من مالك ... ومن بني عمرو ومن كاهل
٦ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "في".

<<  <  ج: ص:  >  >>