للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنها إذا قدمت قبلهما١ في نحو بيت وسوط إنما قدمت٢ الألف؛ إذ كانت الفتحة بعضها، فإذا جاءتا بعد الفتحة جاءتا في موضع٣ قد سبقتهما٤ إليه الفتحة التي هي ألف صغيرة، فكان ذلك سببًا للأنس بالمد لا سيما وهما بعد الفتحة٥ -لسكونهما- أختا الألف وقويتا٦ الشبه بها؛ فصار٧ ثوب وشيخ نحوًا من شاخ وثاب، فلذلك ساغ وقوع المدغم بعدهما، فاعرف ذلك.

وأما مدها٨ عند التذكر فنحو قولك: أخواك ضربا، إذا كنت متذكرا للمفعول "أو الظرف أو نحو ذلك"٩ أي ضربا زيدا ونحوه. وكذلك تمطل الواو إذا تذكرت في نحو ضربوا، إذا كنت تتذكر المفعول أو الظرف أو نحو ذلك: أي ضربوا زيدا، أو ضربوا يوم الجمعة أو ضربوا قياما فتتذكر الحال. وكذلك الياء في نحو اضربي أي اضربي زيدا ونحوه.

وإنما مطلت ومدت هذه الأحرف١٠ في الوقف وعند التذكر، من قبل أنك لو وقفت عليها غير ممطولة ولا ممكنة المدة، فقلت: ضربا وضربوا واضربي وما كانت١١ هذه حاله وانت مع ذلك متذكر لم "توجد في"١٢ لفظك دليلا على أنك متذكر شيئًا ولأوهمت١٣ كل الإيهام أنك قد أتممت كلامك ولم يبق من بعده مطلوب متوقع لك؛ لكنك لما وقفت ومطلت الحرف علم بذلك أنك متطاول إلى كلام تالٍ١٤ للأول منوطٍ به، معقود ما قبله على تضمنه وخلطه بجملته.


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "قبلها".
٢ سقط في د، هـ، ز.
٣ في ز: "موضع واحد".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "سبقهما".
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "الصحة".
٦ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "قريبا".
٧ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فصا".
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "مدهما".
٩ ثبت ما بين القوسين في ط، وسقط في ش، ز.
١٠ كذا في ش، ط، وفي د، وفي د، هـ، ز: "الألف".
١١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "كنت".
١٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "يوجد".
١٣ في ش: "لا أوهمت".
١٤ في ط: "ثان".

<<  <  ج: ص:  >  >>