للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما عياهم١ فحاكيه صاحب العين، وهو مجهول. وذاكرت أبا علي -رحمه الله- يومًا بهذا٢ الكتاب فأساء نثاه٣. فقلت له: إن تصنيفه أصح وأمثل من تصنيف الجمهرة، فقال: الساعة لو صنف إنسان لغة بالتركية تصنيفًا جيدًا أكانت٤ تعتد عربية لجودة تصنيفها؟ أو كلاهما هذا نحوه. وعلى٥ أن صاحب العين أيضًا إنما قال فيها: وقال بعضهم: عياهمة وعياهم؛ كعذافرة وعذافر. فإن صح فهو فُياعل، ملحق بعذافر وقلت فيه لأبي علي: يجوز أن تكون العين فيه بدلًا من همزة؛ كأنه أياهم كأباتر وأحامر فقبل ذلك.

وأما تماضر وترامز فذهب أبو بكر إلى أن التاء فيهما زائدة. ولا وجه لذلك؛ لأنها٦ في موضع عين٧ عذافر فهذا٨ يقضى بكونها أصلًا، وليس معنا اشتقاق فيقطع بزيادتها. قال أبو زيد: وهو الجمل٩ القوي الشديد؛ وأنشد:

إذا أردت طلب المفاوز ... فاعمد لكل بازلٍ ترامز

وذهب بعضهم في تماضر إلى أنه تُفاعل، وأنه فعل منقول؛ كيزيد وتغلب. ولا حاجة به إلى ذلك، بل تماضر رباعي وتاؤه فاء كترامز. فإن توهم ذلك لامتناع صرفه في قوله١٠:

حيوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفوا فإن وقوفكم حسبي


١ يقال: رجل عياهم أي ماض سريع.
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "في هذا"، وفي ط: "هذا".
٣ أي وصفه وذكره، والنثا: ما أخيرت به عن الشيء من حسن أو سيئ.
٤ كذا في ش، وفي ز، ط: "لكانت" وهو تحريف.
٥ سقط حرف العطف في د، هـ، ز.
٦ في د، هـ، ز: "لأنهما".
٧ كذا في ط، وفي د، هـ، ز: "غير"، وسقط في ش.
٨ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "وهذا".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "هو".
١٠ أي دريد بن الصمة، وانظر ديوان الخنساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>