للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحروف الناصبة للفعل، وإنما النصب بعدها بأن مضمرة. وإنما جاز أن يتسمح بذلك من حيث كان الفعل بعدها منصوبا بحرف لا يذكر معها؛ فصارت١ في اللفظ كالخلف له، والعوض منه، وإنما هي في الحقيقة جارة لا ناصبة.

ومنه قوله أيضًا في قول الشاعر:

أنا اقتسمنا خطيتنا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجار٢

إن فجار معدولة عن الفجرة. وإنما غرضه أنها معدولة عن فجرة "معرفة علما"٣ على ذا يدل هذا الموضع من الكتاب. ويقويه ورود برة معه في البيت وهي -كما ترى- علم. لكنه فسره٤ على المعنى دون اللفظ. وسوغه ذلك أنه لما أراد تعريف الكلمة المعدول٥ عنها مثل ذلك "بما٦ تعرف" باللام؛ لأنه لفظ معتاد، وترك لفظ فجرة، لأنه لا يعتاد ذلك علما، وإنما يعتاد نكرة وجنسا٧ نحو فجرت فجرة كقولك٨: تجرت تجرة؛ ولو عدلت برة هذه على هذا الحد لوجب أن يقال٩ فيها١٠: برار كفجار.

ومنه قولهم: أهلك والليل، فإذا فسروه١١ قالوا: أراد١٢: الحق أهلك قبل الليل.

وهذا -لعمري- تفسير المعنى لا تقدير الإعراب؛ فإنه على: الحق أهلك وسابق الليل.


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "وصارت".
٢ انظر ص٢٠٠ من الجزء الثاني.
٣ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "علما معرفة".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فسر".
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "المعدولة".
٦ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "فإنما يعرف".
٧ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "من جنسها".
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "نحو قولك".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "تقول".
١٠ سقط في ش.
١١ في ز، ط: "قدروه".
١٢ سقط في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>