للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: هذا كله وغيره مما هو جار مجراه، محمول عندنا على معناه دون لفظه؛ ألا ترى أن المعنى: وشعرى متناهٍ في الجودة، على ما تعرفه وكما بلغك١، وقوله: إذ الناس ناس أي: إذ الناس أحرار، والبلاد أحرار، وأنت أنت أي: وأنت المعروف بالكرم، وهم هم أي: هم الذين أعرفهم بالشر والنكر لم يستحيلوا ولم يتغيروا.

فلولا هذه الأغراض وأنها مرادة معتزمة، لم يجز شيء من ذلك؛ لتعرى الجزء الآخر٢ من زيادة الفائدة على الجزء الأول. وكأنه إنما أعيد لفظ الأول لضرب من الإدلال والثقة بمحصول الحال. أي أنا أبو النجم الذي يكتفى باسمه من صفته ونعته. وكذلك بقية الباب؛ كما قال:

أنا الحباب الذي يكفي سمي نسبي٣

ونظر إليه شاعرنا وقلبه، فقال:

ومن يصفك فقد سماك للعرب٤

ولكن صحة المسألة أن تقول: أحق الناس بماله أبيه أبرهم به، وأقومهم بحقوقه. فتزيد في الثاني ما ليس موجودا٥ في الأول.


١ سقط في ش.
٢ في ش: "الأخير".
٣ عجزه -كما في اللسان في سما:
إذا القميص تعدى وسمه النسب
٤ من قصيدة في مرئية أخت سيف الدولة، وقبله معه:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب ... كناية بهما عن أشرب النسب
أجل قدرك أن تسمى مؤبنة ... ومن يصفك فقد سماك للعرب
٥ سقط في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>