للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكما لا يشك في أن هذا السكون في " إذ ما " هو السكون في ذال إذ, فكذلك ينبغي أن تكون فتحة النون من " أينما " هي فتحة النون من " أين " وهي استفهام.

والعلة في جواز بقاء الحال بعد التركيب على ما كانت عليه قبله عندي هي أن ما يحدثه التركيب من الحركة ليس بأقوى مما يحدثه العامل فيها ونحن نرى العامل غير مؤثر في المبني نحو " من أين أقبلت " و " إلى أين تذهب" فإذا كان حرف الجر على قوته لا يؤثر في حركة البناء فحدث التركيب -على تقصيره عن حدث الجار- أحرى بألا يؤثر في حركة البناء. فاعرف ذلك فرقًا, وقس عليه تصب إن شاء الله. وفي ألف " ما " من " أينما " -على هذا القول- تقدير حركة إعراب:

فتحة في موضع الجر, لأنه لا ينصرف.

وإن١ شئت كان تقديره " منون " كالقول الأول ثم قال: " أنتم "، أي أنتم المقصودون بهذا الاستثبات؛ كقوله ٢:

أنت فانظر لأي حال تصير٣


= وبعده:
يا خير من ركب المطي ومن مشى ... فوق التراب إذا تعد الأنفس
إنا وقينا بالذي عاهدتنا ... والخيل تقدع بالكماة وتضرس
وهذا الشعر من قصيدة للعباس بن مرداس السلمي قالها في غزوة حنين. وانظر سيرة ابن هشام على هامش الروض ٢/ ٢٩٨، والكامل ٣/ ١٥٨، والكتاب ١/ ٤٣٢.
١ راجع الكلام على "منون أنتم".
٣ أي عدي بن زيد. وانظر الأغاني ٢/ ١٥٢ طبعة الدار، والكتاب ١/ ٧٠، والمغني في "الفاء المفردة" وأمالي ابن الشجري ١/ ٨٩.
٣ صدره:
أرواح مودع أم بكور
أي أتروح مودعا أم تبكر، أي لا بد لك من الرحيل في البكور أو الرواح -يريد ترك الدنيا والمصير إلى الموت- فانظر لأمر آخرتك. وقوله: "مودع" هو بكسر الدال على حد عيشة راضية أي مودع صاحبه, =

<<  <  ج: ص:  >  >>