للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: هذا إنما جاء في التكرير, والتكرير قد يجوز فيه ما لولاه لم يجز؛ ألا ترى أن الواو لا توجد منفردة في ذوات الأربعة إلا في ذلك الحرف وحده وهو "وَرَنْتَل "١ ثم إنها قد جاءت مع التكرير مجيئًا متعالمًا نحو وَحْوَحَ٢ ووَزْوَزَ٣ ووكواك٤ ووُزاوِزة٣ وقوقيت وضوضيت وزوزيت٥ وموماة ودَوْداة٦ وشَوْشاة٧ قيل: قد جاء امتناعهم من همز نظير هذه الواوات بحيث لا هاء. ألا تراهم قالوا: زحْولته٨ فتزحول تَزَحْولا وليس أحد يقول تزحؤلا. وقد جمعوا بينهما متقدمة الحاء على الهمزة: نحو قولهم في الدعاء: حُؤْ حُؤْ ٩.

فإن قيل: فهذا أيضًا إنما جاء في الأصوات المكررة كما جاء في الأول أيضًا في الأصوات المكررة نحو هُؤْ هُؤْ وقد ثبت أن التكرير محتمل فيه ما لا يكون في غيره.

قيل: هذه مطاولة نحن فتحنا لك بابها وشرعنا منهجها, ثم إنها مع ذلك لا تصحبك ولا تستمر بك؛ ألا تراهم قد قالوا في " عنونت الكتاب ": إنه يجوز


١ هي الداهية، والأمر العظيم.
٢ الوحوحة: النفخ من شدة البرد.
٣ الوزوزة الوثب، والوزاوزة: الرجل الطائش الخفيف.
٤ هو الجبان.
٥ زوزى الرجل: نصب ظهره وقارب الخطر.
٦ هي أثر الأرجوحة.
٧ هي الناقة السريعة.
٨ في الأصول: "رحولته فترحول ترحولا" بالراء المهملة ولم أقف على هذا في اللغة، فأصلحته إلى ما ترى. يقال: زحوله عن مكانه، فتزحول: أزاله عنه فزال.
٩ كذا في الأصول. والذي في اللسان: "حئ حئ: دعاء الحمار إلى الماء ... والحأحأة -وزن الجعجعة- بالكبش: أن تقول له: حأحأ زجرًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>