للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ترى أن حال البدل من الزائد أذهب به١ في حكم ما هو بدل منه من الأصل في ذلك. فاعرف هذا.

ومن الاستحسان قولهم: رجل غديان وعشيان وقياسه: غدوان وعشوان لأنهما من غدوت وعشوت أنشدنا أبو عليّ:

بات ابن أسماء يعشوه ويصبحه ... من هجمة كأشاء النخل درار٢

ومثله أيضًا دامت٣ السماء تديم ديمًا, وهو من الواو, لاجتماع العرب طرًّا على " الدوام " و "هو أدوم من كذا ".

ومن ذلك ما يخرج تنبيهًا على أصل بابه نحو استحوذ وأَغْيَلَتِ المرأة، و:

صددتَ فأطوَلْتَ الصدود ٤ ...


١ الضمير في "به" يعود على البدل.
٢ قائله قرط بن التوأم اليشكري ولم أقف لهذا الشاعر على ترجمة. وفي العمدة ذكر التوأم اليشكري مع امرئ القيس في إجازة أبيات. والبيت في إصلاح المنطق طبعة المعارف ٢٢٢ وفي شواهد ابن السيرافي عليه "الورقة ١٣٨ ب". وفيهما: "كان" بدل "بات"، ويقول ابن السيرافي: "ويروي "كان ابن شماء" يذكر تله لبني مطر، وإغارته عليهم. وميار: اسم فرس. يقول: افتدوا مني بهذا الفرس. وكان ابن أسماء يعشو هذا الفرس: أي يعشيه: يسقيه اللبن بالعشي، ويصبحه: يسقيه في الصباح اللبن ... وإذا سقي الفرس اللبن وربي عليه كان أنفع له، وأسرع في عدوه، ويقول الصاغاني في التكملة "صبح" بعد أن أورد عن الصحاح البيت كما ورد في الإصلاح، "وإنما هو" "كان ابن شماء" واسمه شرسفة بن خليف فارس ميار. قتله قرط بن التوأم اليشكري، والبيت لقرط"، والهجمة: القطعة من الإبل، ما بين الثلاثين والمائة. والأشاء: صغار النخل. ويروى "كفسيل النخل". "ودرار" نعت هجمة: كثيرة الدر: وهو اللبن.
٣ أي كان مطرها ديمة، وهو مطر خفيف لا برق فيه ولا رعد، تدوم به السماء.
٤ هذا بعض البيت:
صددت فأطولت الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم
وقد نسب هذا البيت في الكتاب ١/ ١٢ إلى عمر بن أبي ربيعة ونسبه الأعلم إلى المزار الفقعسي، وهو ما في شرح المغني للبغدادي في مبحث "ما" وفي كناية الأسير على المغني في هذا المبحث، وما في الخزانة ٤/ ٢٨٩. وهذا البيت أحد أبيات أربعة، وقبله:
صرمت ولم يصرم وأنت صروم ... وكيف تصابي من يقال حليم

<<  <  ج: ص:  >  >>