للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما اضطر القائل بتخصيص العلة فيها وفي أشباهها؛ لأنه لم يحتط في وصف العلة ولو قدم الاحتياط فيها لأمن الاعتذار بتخصيصها. وذلك أنه إذا عقد هذا الموضع قال في علة قلب الواو والياء ألفًا: إن الواو والياء متى تحركتا وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفين١، نحو قام وباع, وغزا, ورمى, وباب, وعاب, وعصا, ورحى, فإذا أدخل٢ عليه فقيل له: قد صحتا في نحو غزوا, ورميا, وغزوان, وصميان٣, وصحت الواو خاصة في نحو اعتونوا, واهتوشوا أخذ يتطلب ويتعذر فيقول: إنما صحتا في نحو رميا, وغزوا مخافة أن تقلبا ألفين فتحذف إحداهما فيصير اللفظ بهما: غزا ورمى فتلتبس التثنية بالواحد. وكذلك لو قلبوهما ألفين في نحو نفيان ونزوان لحذفت إحداهما فصار اللفظ بهما نفان ونزان فالتبس فعلان مما لامه حرف علة بفعال مما لامه نون. وكذلك يقولون ٤: صحت الواو في نحو اعتونوا واهتوشوا لأنهما في معنى ما لا بد من صحته أعني تعاونوا وتهاوشوا. وكذلك يقولون: صحتا في نحو عور وصيد لأنهما في معنى اعور واصيد وكذلك يقولون في نحو بيت٥ الكتاب:

وما مثله في الناس إلا مملكا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه


١ كذا في أ، ب. وفي ش: "ألقا".
٢ أي أورد عليه دخل، وهو الفساد والعيب. وهذا التعبير كقول المتأخرين، اعترض عليه.
٣ الصميان من الرجال: الشديد. وفي ش زيادة: "ورميان" وتأخير" غزوان".
٤ كذا في أ. وسقط لفظ "يقولون" في ش، ب.
٥ لم أقف على هذا البيت في الكتاب. وهو ينسب إلى الفرزدق، ولكن لم أقف له على صلة في ديوانه. وقد نسبه إليه مفردا المبرد في الكامل ١/ ١٢٧ طبعة المرصفي، وابن رشيق في العمدة في "باب الوحشي المتكلف, والركيك المستضعف" وأبو الفرج في الأغاني ج١٩ ص١٥ طبعة بولاق ببعض مخالفة في الشطر الأول. وهو من شواهد البلاغة، يذكر شاهدا التعقيد اللفظي، وقد أورده صاحب معاهد التنصيص، ولم يذكر صلته مع إطنابه في ترجمة الفرزدق.

<<  <  ج: ص:  >  >>