للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يحمله على الغلط قال: لأنه أراد: مزمل فيه ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول.

فإذا أمكن ما قلنا ولم يكن أكثر من حذف المضاف الذي قد شاع واطرد, كان حمله عليه أولى من حمله على الغلط الذي لا يحمل غيره عليه ولا يقاس به.

ومثله قول لبيد:

أو مذهب جدد على ألواحه ... الناطق المبروز والمختوم١

أي المبروز به, ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول. وعليه قول الآخر:

إلى١ غير موثوق من الأرض تذهب

أي موثوق به ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول.


١ قبله:
طلل لخولة بالرسيس قديم ... فبعاقل فالأنعمين رسوم
فكأن معروف الديار بقادم ... فبراق غول فالرجام وشوم
فقوله: "مذهب" عطف على "وشوم". والمذهب. اللوح المطلي بالذهب فيه الكتابة. وجعل له ألواحا كأنه جعل كل جانب منه لوحا. و"جدد" جمع جدة، وهي الطريقة، والخط، كأنه يريد أسطار الكتابة. ويريد بالناطق الخط الواضح، ووصفه بـ"المبروز" أي المظهر المنشور، و"المختوم" أي غير الواضح والغامض. شبه المعروف من الديار -وهو ما بقي من آثارها ودل عليها- بالوشوم وباللوح الذي فيه كتابة، بعضها واضح وبعضها خفي. وانظر الديوان طبع أوروبا ٩٢، وشرح الأعلم لشواهد الكتاب في حواشيه ٢/ ٢٧٤، وشرح السيرافي الكتاب ٥/ ٣٨٧ نسخة التيمورية، واللسان "برز".
٢ ورد هذا الشطر مع اختلاف في ثلاثة أبيات لبشر بن أبي خازم، وهاكها:
حلفت برب الداميات نحورها ... وما ضم أجياد المصلي ومذهب
لئن شبت الحرب العوان التي أرى ... وقد طال إبعاد بها وترهب
لتحتملن بالليل منكم ظعينة ... إلى غير موثوق من العز تهرب
وانظر معجم البلدان "أجياد".

<<  <  ج: ص:  >  >>