للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الراجز:

امتلأ الحوض وقال قطني١

وقال الآخر:

بينما نحن مرتعون٢ بفلج ... قالت الدلح الرواء إنيه

إنيه: صوت رزمة السحاب وحنين الرعد وأنشدوا:

قد قالت الأنساع للبطن الحق٣

فهذا كله اتساع في القول.

ومما جاء منه في الكلام قول الآخر:

فصبحت والطير لم تكلم ... جابية طمت بسيل مفعم٤

وكأن الأصل في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول ألا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول وسبب ذلك وعلته عندي ما قدمناه من سعة مذاهب القول, وضيق مذاهب الكلام. وإذا جاز أن نسمي الرأي والاعتقاد قولًا, وإن لم يكن صوتًا, كانت تسمية ما هو أصوات قولًا أجدر بالجواز. ألا ترى أن الطير لها هدير والحوض له غطيط, والأنساع لها أطيط, والسحاب له دوي. فأما


١ بعده:
مهلا رويدا قد ملأت بطني
وانظر العيني ٣٦١/ ١ والكامل ٢٤٦/ ٤ وحمل العيني هنا على دلالة الحال.
٢ مرتعون وصف من أرتع القوم إذا رعوا أي نازلون بهذا المكان. وفلج: واد بين البصرة وحي ضربة، والدلح وصف للسحب واحده دالحة أي مثقلة بالماء، وإنيه بكسر الهمزة كما نص عليه صاحب التاج في "أنه".
٣ بعده:
قدما فآضت كالفنيق المحنق
وهو لأبي النجم، وانظر تفسير الطبري ١/ ٤٠٥.
٤ الجابهة: الحوض العظيم، وطمت: غمرت، يقال: جاء السيل فطم كل شيء أي علاه وغمره، وفي أ: "حفت". وكتب في هامشها "وطمت معا" وهو إشارة إلى الرواية الأخرى. ومفعم ورد هكذا بصيغة المفعول، وهو على الإسناد الهبازي، ولو جاء على وجهه لقيل: مفعِم بكسر العين.

<<  <  ج: ص:  >  >>