للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لم يكن معك ظاهرًا احتجت إلى التعديل والحكم بالأليق, والحمل على الأكثر. وذلك إذا كانت العين ألفًا مجهولة فحينئذ ما تحتاج إلى تعديل الأمر فتحمل على الأكثر. فلذلك قال١ في ألف "آءة": إنها بدل من واو. وكذلك ينبغي أن تكون ألف "الراء " لضرب من النبت وكذلك ألف " الصاب " لضرب من الشجر. فأما ألا٢ يجيء من ذلك اللفظ نظير فتعلل بغير نافع ولا مجد؛ ألا ترى أنك تجد من الأصول ما لم يتجاوز٣ به موضع واحد كثيرًا. من ذلك في الثلاثي حوشب٤، وكوكب، ودودري٥، وأبنبم٦. فهذه ونحوها لا تفارق موضعًا واحدًا ومع ذلك فالزوائد فيها لا تفارقها.

وعلى نحو مما جئنا به في "سيد " حمل سيبويه عيَّنًا٧، فأثبت به٨ "فيعلا " مما عينه ياء وقد كان يمكن أن يكون "فوعلا " و "فعولا " من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأحد هذين المثالين لحمل على مألوف غير منكور "ألا ترى أن فوعلا وفعولا"٩


١ كأنه يريد ما ورد في الكتاب ٢/ ٣٧٦، فقد ذكر الآية في كلمات لا يصاغ منها فعل لثقله. وذكر أن الفعل الذي كان يصاغ هو أؤت، كفلت، وهذا يقضي بأن ألف آءة في الأصل واوه والآءة واحدة الآ, وهو ثمر شجر بعينه.
٢ كذا في أ. وفي غيرها "ما لا".
٣ أي لا توجد تلك الأصول في كلمة أخرى، فدودرّى لا يوجد أصولها وهي "ددر" في سوى هذا الكلمة؛ إذ لم يصغ العرب منها سواها. وقد سلك المؤلف في عداد هذا الضرب "حوشبا"؛ وكأنه لم يبلغ علمه "الحشيب" للثوب الغليظ، ولا "احتشب" القوم: تجمعوا ولا "أحشبه": أغضبه.
٤ من معانيه العظيم البطن، وقد سمي به.
٥ هو الذي يذهب ويجيء في غير حاجة. وألفه للتأنيث. فهو غير مصروف، وانظر الأشموني في مبحث ألف التأنيث.
٦ هو اسم موضع، وقد ذكره سيبويه في أبنية المزيد من الأسماء ٢/ ٣١٧، وانظر اللسان ومعجم ياقوت.
٧ يقال: سقاء عين وعين -بفتح الياء المشددة وكسرها- إذا رق فلم يمسك الماء. الكتاب ١/ ٣٧٢.
٨ كذا في أ. وفي ب: "فيه" وسقط هذا في ش.
٩ ما بين القوسين في ش، ب. وفي أبعد "منكور": "لأنه لا مانع ... إلخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>