للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنت تعلم بهذا أن أصل شلت يده شلِلَت: أي لو جاء مجيء الصحيح لوجب فيه إظهار تضعيفه. وقد قال الفرزدق:

ولو رضيت يداي بها وضنت ... لكان علي في القدر الخيار١

"فأصل ضنت إذًا ضنِنَت بدلالة قوله: ضِننوا ".

وكذلك قوله ٢:

تراه وقد فات الرماة كأنه ... أمام الكلاب مُصغِي الخد أصلم٣

تعلم منه أن أصل قولك: هذا معطي زيد. معطيُ زيد.


١ يقول ذلك في امرأته نوار وكان طلقها ثم تبعتها نفسه وندم على طلاقها، وأفرد الضمير في ضنت وهو يعود على اليدين لما كانتا متلازمتين. يقول: لو بقيت نوار مدى لظللت الكا أمرها فكان علي أن أختار في المقدر لها عن الإمساك أو التسريح، ولكنها أفلتت من يدي، فليس لي عليها خيار. وقد أورد أبو العباس في الكامل قصة الفرزدق، وذكر أبياتا فيها هذا البيت برواية أخرى وهي:
ولو أني ملكت يدي ونفسي ... لكان علي للقدر الخيار
وكذا أورده بهذه الرواية المرزوقي في الأزمنة والأمكنة وقال: المعنى: لو ملكت أمري لكان علي أن أختار للقدر، ولم يكن علي القدر أن يختار لي. وانظر الكامل ٢/ ٨٤ ومعجم الأدباء في ترجمة المازني ٧/ ١٢٦ طبعة الحلبي.
٢ هو أبو خراش. وهو من قصيدة مطلعها البيت:
رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع
وانظر ص٥٨، من هذا الجزء.
٣ الضمير في "تراه" يرجع إلى تيس الربل -وهو الظبي- المذكور في قوله قبل:
فوالله ما ربداء أو علج عانة ... أنب وما إن تيس ربل مصمم
وأصلم: مقطوع الأذنين. يقول: إن هذا الظبي في عدوه الشديد يميل خده ويصغيه، ويخفض أذنيه فكأنه أصلم: قطعت أذناه. وقد قرأ ابن جني "مصغى الخد" برفع "مصغى" خبرا لـ"كأنه". والذي في تعليقات ديوان الهذليين ٤/ ١٤٣ أنه بالنصب على الحالية. وعلى ذلك لا يأتي ما يريد ابن جني الاستشهاد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>