للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد أبو زيد ١:

أما واحدًا فكفاك مثلي ... فمن ليد تطاوحها الأيادي٢

ومن أبيات٣ المعاني في ذلك "قوله"٤:

ومستامة تستام وهي رخيصة ... تباع بساحات الأيادي وتمسح٥

"مستامة " يعني أرضًا تسوم فيها الإبل، من السير٦ لا من السوم الذي هو البيع و "تباع " أي تمد فيها الإبل أبواعها وأيديها و " تمسح " من المسح وهو القطع من قول الله تبارك وتعالى: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} وقال العجاج:

وخطرت فيه الأيادي وخطر ... رايٌ إذا أورده الطعن صدر٧


١ انظر نوادره ص٥٦، وقد نسبه إلى نفيع: رجل من عبد شمس جاهلي.
٢ ورد في اللسان في طوح وفي "يدي". وفيه: "أيادي" وما هنا في النوادر. وتطارحها: تراميها يقول: إني أكفيك واحدا يعدو عليك. فأما إذا رامتك أياد فلا طاقة لي بذلك.
٣ أبيات المعافى: ما يخالف ظاهره باطنه، فهي ما فيها تعمية وإلغاز عن المراد. وانظر شفاء الغليل "حرف الألف". وقد ألف في أبيات المعاني كتب, أشهر ما طبع منها كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة. وقد طبع في الهند. وانظر أيضًا الخزانة ٣/ ٨١.
٤ زيادة في أ.
٥ نسب هذا البيت في اللسان "مسح، وباع، وسام" إلى ذي الرمة، ويبدو أن هذا اشتباه، سببه أنه على روي قصيدة لذي الرمة أولها:
أمنزلي ميّ سلام عليكما ... على النأي والنائي يود وينصح
وليس هذا البيت في القصيدة. وقد أورده جامع الديوان المطبوع في أوروبا في ذيل الديوان في المفردات التي حملت على ذي الرمة.
٦ كذا في اللسان "بوع"، وهو يريد: من السوم الذي هو السير، يقال: سامت الناقة: مرت سريعة، وكذا الريح. وفي اللسان "سوم": "من السوم الذي هو الرعي".
٧ جاء هذا في الكتاب ١/ ١٨٩ والرواية فيه:
وخطرت أيدي الكملة وخطر
وهو من أرجوزة يمدح بها عمر بن عبيد الله بن معمر. وقبله.
أليس يمشي قدما إذا ادكر ... ما وعد الصابر في اليوم اصطبر
إذ لقح اليوم العماس واقمطر
واليوم العماس: الشديد، يريد يوم الحرب. واقمطر: صعب واشتد. والراي: جمع راية. يقول إنه يدخل الحرب قدما غير هياب، يبتغي ما وعد الله الصابرين في الجهاد. وقوله: خطرت أيدي الكماة أي تحركت أيديهم في القتال، وخطرت الرايات يوردها الطعن فتصدر راويات بدم الأعداء. وقد جاء الشاهد في ديوان الأعشى المطبوع في أوروبا فيما حمل على الأعشى ميمون بن قيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>