للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس قبلها اسم، إنما قبلها في اللفظ حرف, وهو أما. فتنكبوا ذلك لما ذكرنا, ووسطوها بين الحرفين ليكون قبلها اسم وبعدها آخر فتأتي على صورة العاطفة؛ فقالوا: أما زيد فمنطلق كما تأتي عاطفة بين الاسمين في نحو قام زيد فعمرو. وهذا تفسير أبي علي رحمه الله تعالى. وهو الصواب.

ومثله امتناعهم أن يقولوا: انتظرتك وطلوع الشمس أي مع طلوع الشمس, فينصبوه١ على أنه مفعول معه؛ كما ينصبون نحو قمت وزيدًا, أي مع زيد. قال أبو الحسن: وإنما ذلك لأن الواو التي بمعنى مع لا تستعمل إلا في الموضع الذي لو استعملت فيه عاطفة لجاز. ولو قلت: انتظرتك وطلوع الشمس أي و "انتظرك٢ طلوع الشمس" لم يجز. أفلا ترى إلى إجرائهم الواو غير العاطفة في هذا مجرى العاطفة فكذلك أيضًا تجري الفاء غير العاطفة في نحو أما زيد فمنطلق مجرى العاطفة, فلا يؤتى بعدها بما لا شبيه له في جواز العطف عليه٣ قبلها.

ومن ذلك قولهم في جمع تمرة وبسرة ونحو ذلك: تمرات وبسرات فكرهوا إقرار التاء تناكرًا لاجتماع علامتي تأنيث في لفظ اسم واحد فحذفت وهي في النية -مرادة البتة٤- لا لشيء٥ إلا لإصلاح اللفظ لأنها في المعنى مقدرة منوية٦


١ كذا في أ. وفي ش، ب: "فنصبوه".
٢ كذا في أ. وفي ب: "انتظرتك وطلوع الشمس". يريد أنه لا يصح تسليط الانتظار على طلوع الشمس لأن الشمس لا يقع منها انتظار، فلا يصح عطفه على التاء، ومن ثم لا يصح نصبه على المفعول معه. وهذا رأي الأخفش. وجمهور النحاة لا يلتزمون هذا، ومن الجائز عندهم سرت والنيل، والنيل لا يسير وانظر سر الصناعة في حرف الباء. وشرح الرضي للكافية في المفعول معه ١/ ١٩٥.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "عليها".
٤ ثبت ما بين القوسين. وفي ش، ب: وسقط في أ.
٥ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "بشيء".
٦ كذا في ش، ب. وفي أ: منونة". وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>