للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك أيهم ويهماء ليسا١ كأدهم ودهماء لأمرين: أحدهما أن الأيهم الجمل الهائج "أو السيل "٢ واليهماء الفلاة فهما مختلفان. والآخر أن أيهم لو كان مذكر يهماء لوجب أن يأتي فيهما "يهم " كدهم ولم نسمع ذلك فعلمت بذلك أن هذا تلاق بين٣ اللغة وأن أيهم لا مؤنث له ويهماء لا مذكر لها.

ومن التلاقي قولهم في العلم: أسلم وسلمى. وليس هذا كالأكبر والكبرى لأنه ليس وصفًا. فتأمل أمثاله في اللغة. ومثله شتان وشتى إنما هما كسرعان وسكرى.

وإنما وضعت من هذا الحديث رسمًا٤ لتتنبه على ما يجيء من مثله فتعلم به أنه توارد وتلاق وقع في أثناء هذه اللغة عن غير قصد له ولا مراسلة بين بعضه وبعض.

وليس من هذا الباب سعد وسعدة؛ من قبل أن هاتين صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار. فسعد من سعدة كجلد من جلدة وندب٥ من ندبة. ألا تراك تقول: هذا يوم سعد وهذه ليلة سعدة كما تقول: هذا شعر جعد وهذه جمة٦ جعدة. فاعرف ذلك إلى ما يليه وقسه بما٧ قررته عليه بإذن الله تعالى.


١ كذا في أ، ب. وفي ش: "وليستا".
٢ كذا في ج واللسان "يهم" وسقط هذا في سائر الأصول وفي القاموس "يهم": "والأيهمان عند أهل البادية والسيل والجمل الهائج الصئول".
٣ كذا في أ. وفي ش, ب: "من".
٤ كذا في أ، ب. وفي ش: "رسما".
٥ هو الخفيف في الحاجة، والظريف النجيب، وأنثاه ندبه.
٦ الجمة: مجتمع شعر الرأس.
٧ كذا في أ. وفي ش، ب: "على ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>