للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: "والأنباء تنمي " اعتراض بين الفعل وفاعله. وهذا أحسن مأخذًا في الشعر من أن يكون في "يأتيك " ضمير "من متقدم مذكور "١.

فأما ما أنشده٢ أبو علي من قول الشاعر ٣:

أتنسى لا هداك الله ليلى ... وعهد شبابها الحسن الجميل

كأن وقد أتى حول جديد ... أثا فيها حمامات مثول

فإنه لا اعتراض فيه. وذلك أن الاعتراض لا موضع له من الإعراب ولا يعمل فيه شيء من الكلام المعترض به بين بعضه وبعض على ما تقدم. فأما قوله: "وقد أتى حول جديد " فذو موضع من الإعراب وموضعه النصب بما في "كأن " من معنى التشبيه؛ ألا ترى أن معناه: أشبهت وقد أتى حول جديد حمامات مثولا أو أشبهها وقد مضى حول جديد بحمامات مثول أي أشبهها في هذا الوقت وعلى هذه الحال بكذا.

وأنشدنا:

أراني ولا كفران لله أية ... لنفسي لقد طالبت غير منيل٤


١ كذا في الأصول. وهذا البيت أول القصيدة؛ كما في الخزانة وغيرها. وفي أمالي ابن الشجري ١/ ٨٧: "قيل إنه مضمر مقدر، كما حكى سيبويه إذا كان غدا فأتني؛ أي إذا كان ما نحن فيه من الرخاء أو البلاء غدا فأتني. وتقديره: ألم يأتك النبأ. ودل على ذلك قوله: "والأنباء تنمي".
٢ كذا في ش، ب. وفي أ: "أنشدناه".
٣ هو أبو الغول الطهوي، وانظر شواهد المغني للسيوطي ٢٧٧ والنوادر لأبي زيد ٥١. وقوله: "وعهد شبابها الحسن الجميل" جملة حالية؛ كما في شواهد المغني للبغدادي ٢/ ٦٢١ وضبط في النوادر:
وعهد شبابها الحسن الجميل
بنصب "عهد" وجر "الجميل" وفيه إقواء.
٤ أورده ابن الأنباري في شرح المفضليات ٨٠٥ ولم ينسبه، ونقل كلامه البغدادي في شرح شواهد المغني. وقوله: "أية" بفتح الهمزة؛ كما في اللسان "أوي" وأ من الخصائص. وفي ابن الأنباري: "إية" بكسر الهمزة؛ وكأنه يريد الهيئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>