للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو من ذلك أن يقال لك: كيف تضمر "زيدًا" من قولك: مررت بزيد وعمرو, فلا يمكنك أن تضمره هنا, والكلام على هذا النضد حتى تغيره فتقول: مررت به وبعمرو, فتزيد حرف الجر لما أعقب الإضمار من العطف على المضمر المجرور, بغير إعادة الجار١.

وكذلك لو قيل لك: كيف تضمر اسم الله تعالى في قولك: والله لأقومنَّ ونحوه, لم يجز لك حتى تأتي بالباء التي هي الأصل فتقول: به لأقومنَّ, كما أنشده أبو زيد من قول الشاعر ٢:

ألا نادت أُمامةُ باحتمال ... لتِحزنني فلا بك ما أبالي

وكإنشاده أيضًا:

رأى برقًا فأوضع فوق بكر ... فلا بك ما أسال ولا أغاما٣

وكذلك لو قيل لك: أضمر ضاربًا وحده من قولك: هذا ضارب زيدًا, لم يجز؛ لأنه كان يلزمك عليه أن تقول: هذا هو زيدًا, فتعمل المضمر وهذا مستحيل. فإن قلت فقد تقول: قيامك أمسِ حسن، وهو اليوم قبيح، فتعمل٤ في اليوم "هو"،


١ كذا في أ. وفي ش: "حرف الجر" وفي ب: "الجر".
٢ هو غوية بن سلمى بن ربيعة, من كلمة له في الحماسة، وبعده:
فسيرى ما بدالك أو أقيمي
فأيا ما أتيت فعن تقال
وانظر التبريزي طبعة بولاق ٣/ ٣.
٣ نسبه: أبو زيد في النوادر ١٤٦ لعمرو بن يربوع بن حنظلة. وقد أورد فيه قصة مع زوجه الجنيه" السعلاة". وأورد هذا البكري في اللآلي ٧٠٣, وقد أورد البيت معزوًا نقلًا عن أبي زيد بن دريد في الجمهرة ١٥٢، وترى القصة في الحيوان بتحقيق الأستاذ عبد السلام هرون ١/ ١٨٦. وقوله: "ولا أغاما" كذا في أصول الخصائص. وفي النوادر: "وما أغاما".
٤ هذا على ما يراه المؤلف وشيخه الفارسي والرماني من البصريين, فأما سائر البصريين فيمنعون هذه المسألة؛ والكوفيون يجيزونها. وانظر الأشموني والتصريح في مبحث إعمال المصدر، والارتشاف الورقة ٣٥٣أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>