للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا: المقصور من حاله كذا؛ "ومن صفته كذا, والممدود من أمره كذا, ومن سببه كذا, وقالوا في المذكر والمؤنث: علامات التأنيث كذا, وأوصافها كذا"١، ثم لما أنجزوا ذلك قالوا: ومن المؤنث الذي روي٢ رواية كذا وكذا. فهذا من الوضوح على ما لا خفاء به.

فلما رأى القوم كثيرًا من اللغة مقيسًا منقادًا, وسموه بمواسمه, وغنوا بذلك عن الإطالة والإسهاب فيما ينوب عنه الاختصار والإيجاز. ثم لما تجاوزوا ذلك إلى ما لا بُدَّ من إيراده, ونصَّ ألفاظه التزموا "وألزموا"٣ كلفته؛ إذ لم يجدوا منها بدًّا ولا عنها منصرفًا. ومعاذ الله أن ندَّعي أن جميع اللغة تستدرك بالأدلة قياسًا٤، لكن ما أمكن ذلك فيه قلنا به ونبهنا عليه, كما فعله من قبلنا ممن نحن له متبعون, وعلى مثله٥ وأوضاعه حاذون٦، فأما هجنة الطبع وكدورة الفكر وخمود النفس٧، وخيس٨ الخاطر وضيق المضطرب فنحمد الله على أن حماناه, ونسأله سبحانه أن يبارك لنا فيما آتاناه, ويستعملنا به فيما يدني منه, ويوجب الزلفة لديه بمنِّه.

فهذا مذهب العلماء بلغة العرب وما ينبغي أن يعمل عليه ويؤخذ به, فأمضه على ما أريناه وحددناه غير هائب له ولا مرتاب به. وهو كثير وفيما جئنا به منه كافٍ.


١ هذا النص يوافق ما في ب، وفي أبدل ما بين القوسين "وعلامات التأنيث كذا, وأوصافها كذا" وتتفق نسختا ب، ش إلى قوله بين القوسين: "وقالوا", وفي ش بعد هذا: "ومن المؤنث الذي فيه علامات التأنيث كذا، أو أوصافه كذا".
٢ كذا في أ، وفي ش، ب "يروى".
٣ كذا في ش، ب. وسقط في أ.
٤ كذا في ش، ب وفي أ: "وقياسًا".
٥ هذا الضبط عن ب. وفي أ "مثله" بكسر فسكون، وكل صحيح.
٦ كذا في ش، ب، وفي أ "حادون".
٧ كذا في أ. وفي ش، ب: "جمود".
٨ أي: كساده ووقوفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>