للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثرثارة: إن الأصل فيها ثرّارة, فأبدل من الراء الثانية ثاء فقالوا: ثرثارة. وكذلك طرد هذا الطرد١. وهذا وإن كان عندنا غلطًا لإبدال الحرف مما ليس من مخرجه ولا مقاربًا في المخرج له, فإنه شق آخر من القول. ولم يدع أبو بكر فيه تكرير الفاء, وإنما هي عين أبدلت إلى لفظ الفاء, فأما أن يدعي أنها فاء مكررة فلا.

فهذا طريق تزاحم الرباعي مع الثلاثي, وهو كثير جدًّا فاعرفه, وتوقّ حمله عليه أو خَلْطه به, ومِزْ كل واحد منهما عن صاحبه, ووالِهِ دونه, فإن فيه إشكالًا, وأنشدني الشجري لنفسه:

أناف على باقي الجمال ودفّفت ... بأنوار عشبٍ مخضئلّ عوازبه٢

وأما تزاحم الرباعي مع الخماسي فقليل, وسبب ذلك قلة الأصلين جميعًا, فلمَّا قلَّا قلَّ ما يعرض من هذا الضرب فيهما, إلّا أن منه قولهم: ضبغطى٣، وضبغطرى٣ وقوله أيضًا:

قد دردبت والشيخ دردبيس٤

ف"دردبت" رباعي و"دردبيس" خماسي, ولا أدفع أن يكون استكره نفسه على أن بنى من "دردبيس" فعلًا فحذف خامسه؛ كما أنه لو بنى من سفرجل فعلًا عن ضرورة لقال: سفرج.


١ كذا في ش، ب. وفي أ: "الطرز".
٢ "مخضئل" كذا في ش، ب، أ. وتزيد أبأن كتب خاج البيت: "مزهرّ" على أنها رواية أخرى.
٣ الضبغطي والضبغطري: كلمة يفزع بها الصبيان.
٤ قبله: أم عيال قحمة تعوس.
والقحمة: المتقدمة في السن. والعوس: الطوفان بالليل، أو إصلاح المعيشة. والدرجبة: الخضوع والذل والدردبيس هنا الفاني من الشيوخ، وانظر اللسان في دردبس.

<<  <  ج: ص:  >  >>