للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقلب كذلك أعلت أيضًا بالإبدال على ما مضى, والآخر أن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل الفاء. فمثالها على هذا القول "أيفل", وعلى القول الأول "أعْفُل".

وذهب الفرّاء في "الجاه" إلى أنه مقلوب من الوجه, وروينا عن الفراء أنه قال: سمعت أعرابية من غطفان وزجرها ابنها فقلت لها: ردي عليه, فقالت: أخاف أن يجوهني بأكثر من هذا. قال ١: وهو من الوجه أرادت: يواجهني, وكان أبو علي -رحمه الله- يرى أن الجاه مقلوب عن الوجه أيضًا. قال: ولما أعلّوه بالقلب أعلّوه أيضًا بتحريك عينه ونقله من فَعْلٍ إلى فَعَل, "يريد أنه" صار من وجه إلى جَوْهٍ, ثم حركت عينه فصار إلى جَوَهٍ, ثم أبدلت عينه لتحركها وانفتاح ما قبلها, فصار "جاه" كما ترى. وحكى أبو زيد: قد وجه الرجل وجاهة عند السلطان، وهو وجيه. وهذا يقوي القلب لأنهم لم يقولوا "جَوِيه" ولا نحو ذلك.

ومن المقلوب "قِسِيّ" و"أشياء" في قول الخليل.

وقوله:

مروان مروان أخو اليوم اليمي٣

فيه قولان: أحدهما أنه أراد: أخو اليوم السهل اليوم الصعب, يقال: يوم أيوم, ويوم كأشعث٤ وشعث٤ وأخشن وخشن, وأوجل ووجل, فقلب فصار


١ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "قالوا".
٢ كذا في أ، وفي سائر الأصول: "ثم إنه".
٣ سبق هذا الرجز في ص٦٥ من الجزء الأول، وفيه إحالة على ما هنا, وهو في سيبويه ٢/ ٣٧٩ غير معزو، وفي اللسان "كرم" عزوه لأبي الأخزر الحماني، وتكملته.
ليوم روع أو فعال مكرم
وانظر أيضًا اللسان في ترجمة "يوم".
٤ كذا في أ، ج وفي ش، ب: "كأشعب وشعب".

<<  <  ج: ص:  >  >>