للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد أيضًا:

وعير لها من بنات الكداد ... يدهنج بالوطب والمزود١

فأما قولهم: ما قام زيد بل عمرو, وبن عمرو, فالنون بدل من اللام, ألا ترى إلى كثرة استعمال "بل" وقلة استعمال "بن", والحكم على الأكثر لا على الأقل. هذا هو الظاهر من أمره, ولست مع هذا أدفع أن يكون "بن" لغة قائمة برأسها. وكذلك قولهم: رجل "خامل" و"خامن" النون فيه بدل من اللام, ألا ترى أنه أكثر, وأن الفعل عليه تصرف, وذلك قولهم: خمل يخمل خمولًا. وكذلك قولهم: قام زيد فُمَّ عمرو, الفاء بدل من الثاء في ثم, ألا ترى أنه أكثر استعمالًا. فأما قولهم "في الأثافي: الأثاثي"٢ فقد ذكرناه٣ في كتابنا في سر الصناعة, وقال الأصمعي: بنات


١ من قصيدة للفرزدق يهجو جريرًا، أولها:
عرفت المنازل من مهدد ... كوحى الزبور لدى الغرقد
يقول فيها:
فما حاجب في بني دارم ... ولا أسرة الأقرع الأمجد
ولا آل قيس بنو خالد ... ولا الصيد صيد بني مرثد
بأخيل منهم إذا زينوا ... بمغرتهم حاجبي مؤجد
حمار لهم من بنات الكداد ... يدمنج بالوطب والمزود
وترى أن التغيير قد تناول البيت الشاهد. وانظر الأمالي ٢/ ٩١ والسمط ٧٢٧ والنقائض ٧٩٤.
٢ كذا في أ. وفي ش، ب: "الأثاني والأثاثي".
٣ عبارته في حرف الثاء: "فأما قولهم في أثاف أثات بالتاء, فمن كانت عند أثفية أفعولة وأخذها من نفاه ينفوه, فالثاء الثانية في أثاث بدل من الفاء في يثفوه. ومن كانت أنفية عنه، فعليه فجائز أن تكون الثاء بدلًا من الفاء لقول النابغة:
وإن ثأنفك الأعداء بالرفد
وجائز أن تكون من أث يتث إذا ثبت واطمأنّ؛ لأنهم يصفون الأثافي بالخلود والركود، والوجه أن تكون الثاء بدلًا من الفاء أيضًا، لأنا لم نسمعهم قالوا أثية".

<<  <  ج: ص:  >  >>