للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-غير معجمة- هي الأصل, وكأنه أشتق من "الجعس" صفة على "فعلول", وذلك أنه شبه الساقط المهين١ من٢ الرجل بالخرء؛ لذلِّه ونتنه.

ونحو من ذلك في البدل قولهم: فسطاط وفستاط, وفسّاط, وبكسر الفاء أيضًا, فذلك ست لغات. فإذا صاروا إلى الجمع قالوا: "فساطيط وفساسيط" "ولا يقولون"٣ "فساتيط" بالتاء. فهذا يدل٤ أن التاء في "فستاط" إنما هي بدل من طاء "فسطاط", أو من سين "فُسّاط". فإن قلت: هلا اعتزمت أن تكون التاء في "فستاط" بدلًا من طاء "فسطاط"؛ لأن التاء أشبه بالطاء منها بالسين؟ قيل: بإزاء ذلك أيضًا: إنك إذا حكمت بأنها بدل من سين "فسّاط" ففيه شيئان جيدان: أحدهما: تغيير للثاني٥ من المثلين, وهو أقيس من تغيير الأول من المثلين؛ لأنَّ الاستكراه في الثاني يكون لا في الأول, والآخر أن السينين في ٦"فسّاط" ملتقيتان، والطاءين في٧ "فسطاط" منفصلتان بالألف بينهما, واستثقال المثلين ملتقيين أحرى من استثقالهما مفترقين, "وأيضًا فإن السين والتاء جميعًا مهموستان والطاء مجهورة"٨.

فعلى هذا الاعتبار ينبغي أن يتلقّى٩ ما يرد من حديث الإبدال إن كان هناك إبدال, أو اعتقاد أصلية الحرفين إن كانا أصلين, وعلى ما ذكرناه في الباب الذي


١ كذا في ش، ب. وفي أ: "الهين".
٢ كذا في ش، ب. وفي أ: "في".
٣ كذا في ش، ب. وفي أ: "ولم يقولوا".
٤ كذا في أ. وفي ش، ب: "يريك".
٥ كذا في أ. وفي ش، ب: "الثاني".
٦ كذا في أ. وفي ش، ب: "من ".
٧ كذا في أ، ب. وفي ش: "من".
٨ كذا في ش، ب. وسقط ما بين القوسين في أ.
٩ كذا في أ. وفي ش، ب: "يلقي".

<<  <  ج: ص:  >  >>