للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظاهما واختلف معناهما، ولذلك لم تصرف الثاني لما ذكرنا وصرفت الأول، لأنه ليست ألفه للتكسير, إنما هي كألف دجاجةٍ وسمامةٍ١، وحمامةٍ.

ومن ذلك أن توقع في قافية اسمًا لا ينصرف منصوبًا في لغة من نوّن القافية في الإنشاد, نحو قوله ٢:

أقلِّ اللوم عاذل والعتابن

فتقول في القافية: رأيت سعادًا, فأنت في هذه النون مخيّر: إن شئت اعتقدت أنها نون الصرف, وأنك صرفت الاسم ضرورة أو على لغة٣ من صرف جميع ما لا ينصرف, كقول الله تعالى: {سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} ٤, وإن شئت جعلت هذه النون في سعادًا نون الإنشاد كقوله:

داينت أروى والديون تقضن ... فمطلت بعضًا وأدت بعضن٥

وكذلك أيضًا تكون النون التي في قوله: وأدت بعضن، هي اللاحقة للإنشاد، كقوله٦:

يا أبتا علّك أو عساكن


١ من معانيه: شخص الرجل وما شخص من الديار الخراب.
٢ أي: جرير، وهو مطلع قصيدته المشهرة في هجاء الراعي النميري. وتمامه:
وقولي غن أصبت لقد أصابن
٣ هذه لغة حكاها ثعلب على ما في الأشموني, والتصريح في أواخر باب ما لا ينصرف. وحكاها الأخفش على ما في ١/ ٣٧، وقال: "وكأن هذه لغة الشعراء؛ لأنهم قد اضطروا إليه في الشعر، فجرت ألسنتهم على ذلك في الكلام، وانظر البحر لأبي حيان ٨/ ٢٩٤.
٤ آية ٤، سورة الإنسان.
٥ ورد هذا الرجز في الكتاب ٢/ ٢٠٠. وقوله: "تقضن" كتب في أبجانبه: "ضا", وكذا قوله: "بعضن" كتب فيها أيضًا: "ضا"، دلالة على أن الأصل: تقضي، وبعضًا.
٦ أي: رؤبة، وقيل العجاج. وانظر الكتاب ١/ ٣٨٨، ٢/ ٢٩٩. وفي الخزانة ٢/ ٣٣٤: "والأكثرون على أن هذا الرجز لرؤبة بن العجاج لا الجعاج".

<<  <  ج: ص:  >  >>