للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

#تواضخ التقريب قلوا مغلجا١:#

ومنه قولهم: "قلوت البسر والسويق, فهما مقلوان ", وذلك لأن الشيء إذا قلي جفّ وخفّ, وكان أسرع إلى الحركة وألطف ومنه قولهم: "اقلوليت يا رجل " قال٢:

قد عجبت مني ومن بعيليا ... لما رأتني خلقا مقلوليا

أي خفيفا للكبر٣, "و" طائشا, "و"٥ قال ٦:

وسرب كعين الرمل عوج إلى الصبا ... رواعف بالجادي حور المدامع٧

سمعن غناء بعد ما نمن نومة ... من الليل فاقلولين فوق المضاجع٨

أي خففن لذكره وقلقن فزال عنهن نومهن واستثقالهن على الأرض. وبهذا يعلم أن لام اقلوليت واو لا ياء. فأما لام اذلوليت٩ فمشكوك فيها.


١ بعده:
#جأبا ترى تليله مسحجا#
وهذا في وصف أتان الوحش. وقوله تواضخ التقريب أي تجتهد مع فحلها في الجري، وأصل المواضخة المباراة في الاستقاء بالدلاء، والمفلج: الشديد المدمج أو هر الذي يطرد أنه، يعني الفحل. والجأب: الغليظ. والتليل: العنق، ومسحج أي معضوض من طراده الحمر، والسحج: القشر. وانظر الأرجوزة بتمامها في ديوان العجاج ص٩.
٢ نسب الرجز: "قد عجبت مني ومن بعيليا" إلى الفرزدق وقد أورد السيرافي في "باب ما يحتمل الشعر من الضرورة" بيت الفرزدق:
فلو كان عبد الله مولى هجرته ... ولكن عبد الله مولى مواليا
ثم قال: وقال آخر: "قد عجبت مني ومن بعيليا" ويقضي هذا أن قائل الرجز ليس للفرزدق.
٣ في أ: "للكيرة" وانظر في هذا الرجز الأعلم في ذيل سيبويه ص٥٩ ج٢، وهو للفرزدق.
٤ زيادة ب، د.
٥ زيادة في ج.
٦ البيتان من مقطوعة تنسب إلى يزيد بن معاوية في صدر ذيل ثمرات الأوراق، وورد البيتان في حماسة ابن الشجري ص١٨٧ غير منسوبين.
٧ يصف نساء حسانًا، وقوله: كعين الرمل يريد كبقر الوحش، وعوج: ميل، والجادي -بالجيم وكتب خطأ في المطبوعة بالحاء: الزعفران، يريد أن الزعفران يظهر في أنوفهن, فكأنما هو أثر الرعاف، وهو خروج الدم من الأنف.
٨ في الأساس في فلو: "غنائي" في مكان "غناء".
٩ اذلولى: ذل وانقاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>