للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرس مستن لنشاطه, وهذا مكان مستن فيه, إذا استلّت١ فيه٢ الخيل, ومنه قولهم: "استنّت الفصال حتى القَرْعى "٣.

وكذلك افعَلَّ وافعالَّ من المضاعف أيضًا؛ نحو: هذا بسر محمرّ ومحمارّ, وهذا وقت محمر فيه ومحمار فيه. فأصل الفاعل محمِرر ومحمارِر مكسور العين, وأصل المفعول محمَرر ومحارَر فيه مفتوحها.

وليس كذلك اسم الفاعل والمفعول في افعلّ وأفعال "إذا ضعف فيه حرفا علة"٤, بل ينفصل فيه اسم الفاعل من اسم المفعول عندنا, وذلك قولك: هذا رجل مُرْعَوٍ وأمر مُرْعَوى إليه, وهذا رجل مًغَزاوٍ وهذا وقت مُغْزَاوًى فيه٥؛ لكنه على مذهب الكوفيين لا فرق بينهما؛ لأنهم يدغمون هذا النحو من مضاعف المعتل, ويجرونه مجرى الصحيح, فيقولون: اغزوا يغزاو, واغزوَّ يغزوّ. واستشهد أبو الحسن على فساد مذهبهم بقول العرب: أرعوى. قال: ولم يقولوا: أرعوَّ. ومثله من كلامهم قول يزيد بن الحكم -أنشدنيه أبو علي وقرأته في القصيدة عليه:

تبدّل خليلًا بي كشكلك شكله ... فإني خليلًا صالحًا بك مُقْتَوِى٦

فهذا عندنا مُفْعِّل من القنو, وهو المراعاة والخدمة كقوله:

إني امرؤ من بني خزيمة لا ... أحسن قتو الملوك والحفدا٧


١ يقال: استن الفرس في المضمار إذا جرى في نشاطه على سنته في جهة واحدة.
٢ كذا في أ، ج. وسقط في ش، ب.
٣ أي: جرت الفصال مرحًا حتى القرعى منهما، وهي تنزو تشبهًا بالصحاح. وهذا مثل بضرب للرجل يدخل نفسه في قوم ليس مهم.
٤ كذا في أوفي ش: "وافتعل مما ضعف فيه حرف علة", وفي ب: وافتعل مما ضعف فيه حرفا علة".
٥ كذا في ش، ب. وفي أ "إليه".
٦ انتصب خليلًا بمقنوى على تضمينه معنى متخذ، ربك أي: بذلك.
٧ "خزيمة" كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "سليمة", وما أثبت موافق لما في اللسان في قنو. "الحفدا" كذا في أصول الخصائص. وفي اللسان في قنو: الحبا. والحقد أصله الحفد أصله الحفد فحرك، وهو الخدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>