للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنه أمر قد استقرّ وزال عنه الشك, ومنه قولهم في الخبر: "قد فرغ الله من الخَلْق والخُلقُ". والخليقة فَعِيلة منه.

وقد كثرت فعيلة في هذا الموضع, وهو قولهم: "الطبيعة" وهي من طبعت الشيء "أي: قررته"١ على أمر ثبت عليه, كما يطبع الشيء كالدرهم والدينار فتلزمه أشكاله, فلا يمكنه انصرافه عنها ولا انتقاله.

ومنها "النحيية" وهي فَعِيلة من نحت الشيء "أي"٢ ملسته وقررته٣ على ما أردته منه. فالنحيتة كالخليقة: هذا من نحت, وهذا من خلقت.

ومنها "الغريزة" وهي٤ فعيلة من غرزت, كما قيل لها طبيعة؛ لأن طبع الدرهم٥ ونحوه ضرب من وسمه, وتغريزه بالآلة التي تثبت عليه الصورة. وذلك استكراه له وغمز عليه كالطبع.

ومنها "النقيبة" وهي فَعِيلة من نقبت الشيء وهو نحو من الغريزة.

ومنها "الضريبة" وذلك أن الطبع لا بد معه٦ من الضرب، لتثبيت "له"٧ الصورة المرادة.

ومنها "النخيزة" هي فَعِيلة من نَخَزْت الشيء, أي: دققته, ومنه المنحاز: الهاوون؛ لأنه موضوع للدفع به والاعتماد على المدقوق, قال٨:

ينحزن من جانبيها وهي تنسلب٩


١ كذا في أ. وفي ج "إذا أقررته", وفي ش، ب: "إذا أفرزته".
٢ كذا في ش، ب. وسقط في أ.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "فدّرته".
٤ كذا في ش، ب وسقط حرف العطف في أ.
٥ كذا في أوفي سائر الأصول: "الدراهم".
٦ كذا في أ، ج وفي ش، ب "له".
٧ زيادة في م.
٨ أي: ذو الرمة.
٩ هذا شطر بيت صدره:
والعبس من ماسج أو واسج خببا
وهو من قصيدته التي مطلعها:
ما بال عينك منها الماء ينسكب ... كأنه من كلي مفرية سرب
العاسج: المسرع. والعسج: ضرب من السير, وكذلك الواسج. والانسلاب: المضاه في السير. وانظر الديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>