للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك قولهم: بحث. فالباء لغلظها١ تشبه بصوتها٢ خفقة الكف٣ على الأرض، والحاء لصحلها٤ تشبه مخالب الأسد وبراثن الذئب, ونحوهما إذا غارت في الأرض والثاء للنفث، والبث للتراب٥. وهذا أمر تراه محسوسًا محصلًا, فأيّ شبهة تبقى بعده, أم أيّ شك يعرض٦ على مثله. وقد ذكرت هذا في موضع آخر من كتبي لأمرٍ دعا إليه هناك. فأمَّا هذا الموضع فإنه أهله, وحقيق به لأنه موضوع له ولأمثاله.

ومن ذلك قولهم: شدَّ الحبل ونحوه. فالشين بما فيها من التفشي تشبه بالصوت أول انجذاب الحبل قبل استحكام العقد, ثم يليه إحكام الشدّ والجذب وتأريب العقد, فيعبر عنه بالدال التي هي أقوى من الشين, ولاسيما وهي مدغمة, فهو أقوى لصنعتها وأدلّ على المعنى الذي أريد بها. ويقال٧ شدَّ وهو٨ يشد. فأمَّا الشدة في الأمر فإنها مستعارة من شدّ الحبل ونحوه لضرب من الاتساع والمبالغة, على حد ما نقول٩ فيما يشبه بغيره لتقوية أمره المراد به١٠.


١ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "بفلظها".
٢ كذا في ش، ب. وفي أ "لصوتها".
٣ كذا في ش، ب. وفي أ: "خفقة الكف على الكف".
٤ كذا في ج، وهو محرق في ش. وفي أ: "فيهما". والصحل: البحة في الصوت.
٥ كذا في أ، ب، ج. وفي ش: "النبث".
٦ كذا في أ. وفي ش، ب: "يعترض".
٧ كذا في أ. وفي ش، ب: "فيقال".
٨ كذا في ش، ب. وفي أ: "فهو".
٩ في أ، ش: "يقول". وفي ب غير منقوطة.
١٠ كذا في أ. وفي ب: "بالمراد".

<<  <  ج: ص:  >  >>