للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ترى أن الألف في "هالكا" و"بارك" تأسيس لا محالة, وقد جمعهما مع الألف في "ذلكا" و [ذلك] ١ وهي منفصلة, وليس الروي -وهو الكاف- اسمًا مضمرًا "كياء قوله"٢ "بداليا"٣, ولا من جملة اسم مضمركميم "كماهما"٤. وهذا يدل على أن الكاف في "ذلك" اسم مضمر لا حرف.

قيل: هذا كلام لا يدخل على المذهب في كونها حرفًا, وقد قامت الدلالة على ذلك من عدة أوجه.

ولكن بقي علينا الآن أن نرى وجه٥ علة جواز كون الألف في "ذلك" تأسيسًا مع أن الكاف ليست باسم مضمر.

وعلة ذلك أنها وإن تجرَّدت في هذا الموضع من معنى الاسمية, فإنها في أكثر أحوالها اسم, نحو: رأيتك وكلمتك ونظرت إليك, واشتريت لك ثوبًا, وعجبت منك, ونحو ذلك. فلما جاءت ههنا على لفظ تلك التي هي اسم -وهو أقل الموضعين- حملت على الحكم في أكثر الأحوال، لا سيما٦ وهي هنا وإن جردت من معنى الاسمية, فإن ما كان فيها من معنى الخطاب باقٍ عليها وغير مختزل٧ عنها. وإذا جاز حمل همزة علباء على همزة حمراء للزيادة, وإن عريت من التأنيث


١ ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق خلت منها الأصول.
٢ في ش، ب: "كيا في قوله".
٣ كأنه يريد قول مالك بن الريب:
أقول لأصحابي ارفعوني فإنه ... يقر بعيني أن سهيل بداليا
وانظر الخزانة في شواهد المنادى.
٤ يريد قوله عوف بن عطية الخرع.
وإن شئتم ألحقتم وتتجتم ... وإن شلتم عينًا بعين كاهما
وانظر في الخزانة ٣/ ٣٥٨.
٥ سقط في ش، ب.
٦ في ش: "ولا سيما".
٧ في ش، ب: "متحرك".

<<  <  ج: ص:  >  >>