للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيفع الغلام فهو يافع, وأبقل المكان فهو باقل, قال الله -عز وجل: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} ١ وقياسه ملاقح؛ لأن الريح تلقح السحاب فتستدرّه. وقد يجوز أن يكون على لقحت هي, فإذا لقحت فزكت ألقحت السحاب, فيكون هذا مما اكتُفِيَ فيه بالسبب من المسبب, وضده قول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} ٢ أي: فإذا أردت قراءة القرآن فاكتفي بالمسبب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإرادة. وقد جاء عنهم مبقل, حكاها أبو زيد. وقال داود ابن أبي دواد لأبيه في خبر لهما, وقد قال له أبوه ما أعاشك بعدي:

أعاشني بعدك واد مبقل ... آكل من حوذانه وأنسل٣

وقد جاء أيضًا حببته، قال "الشاعر "٤:

ووالله لولا تمره ما حببته ... ولا كان أدنى من عبيد ومشرق٥

ونظير مجيء اسم الفاعل والمفعول جميعًا على حذف الزيادة فيما مضى مجيء المصدر أيضًا على حذفها, نحو قولهم: جاء زيد وحده. فأصل هذا أوحدته بمروري إيحادًا, ثم حذفت زيادتها٦ فجاء على الفعل. ومثله قولهم: عمرك الله إلا فعلت, أي: عمرتك الله تعميرًا. ومثله٧ قوله:

بمنجرد قيد الأوابد هيكل٨


١ آية: ٢٢، سورة الحجر.
٢ آية: ٩٨، سورة النحل.
٣ انظر ص٩٨ من الجزء الأول.
٤ زيادة في د، هـ، والشاعر هو غبلان بن شجاع النهشلي، وانظر اللسان "حبب"، والكامل ٤/ ٤
٥ قبله:
أحب أبا مروان من أجل تمره ... وأعلم أن الجار بالجار أرفق
وترى في الشاهد إقراء: "ويروي أبو العباس المبرد الشطر الأخير هكذا:
وكان عياض منه أدق ومشرق
٦ كذا في د، هـ، وفي ش: "زيادته", وفي اللسان "وحد" "زيادته"، ويرى بزيادته الهمزة الأولى والألف بعد الخاء.
٧ زيادة في د، هـ.
٨ عجز بيت صدره:
وقد اغتدى والطير في وكناتها
وهو من معلقة امرئ القيس في وصف فرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>