للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: يريد حداد١، فأبدل الحرف الثاني, وبينهما ألف حاجزة, ثم قال٢ مع هذا:

لقد تعللت على أيانق ... صهب قليلات القراد اللازق٣

فجمعوا بين ثلاثة أمثال مصحَّحة, وقالوا: تصببت عرقًا.

وقال العجاج:

إذا حجاجا مقلتيها هججا٤

وأجازوا في مثل فرزدق من رددت رَدَدّد, فجمعوا بين أربع دالات, وكرهوا أيضًا حنيفي, ثم جمعوا بين أربع ياءات فقال بعضهم: أمَيِّيّ٥ وعَدِتِّيّ, وكرهوا أيضًا أربع ياءات بينهما٦ حرف صحيح حتى حذفوا الثانية منها. وذلك قولهم في الإضافة إلى أُسَيّدٍ: أُسَيْديّ, ثم إنهم جمعوا بين خمس ياءات مفصولًا بينهما بالحرف الواحد, وذلك قولهم في الإضافة إلى مُهيتم٧ مُهَيّيمِىّ. ولهذه الأشياء أخوات ونظائر كثيرة.

والجواب عن كل فصل من هذا٨ حاضر.

أمَّا أمليت فلا إنكار لتخفيفه٩ بإبداله.


١ ج: "حدادًا".
٢ كذا في د، هـ. وفي ش: "قالوا".
٣ جاء هذا الرجز في اللسان "قرد" من غير عزو, وعقَّبه بقوله: "عني بالقراد الجنس؛ فلذلك أفرد نعتها وذكره. ومعنى (قليلات القراد" أن جلودها ملس لا يثبت عليها قراد، سمان ممتلئة". وانظر النوادر لأبي زيد ١٢٩.
٤ الحجاج -بفتح الحاء وكسرها: منبت شعر الحاجب من العين, ويقال هجج البعير إذا غارت عينه من جوع أو عطش أو إعياء غير خلقة. وهذا في وصف ناقته وقبله:
تعدو إذا ما بدنها تفضجا
يقال: تفضح عرقًا: سال عرقه. يقول: إنها تعدو في حال الإعياء والكلال، حين عرفها وحين غثور حجاجي عينها: وانظر الديوان.
٥ انظر ص٧٢ج٢ من الكتاب، وشرح الشافية للرضي ٢/ ٣٠.
٦ أي: بين الياءين المشددتين اللتين مجموعها أربع ياءات.
٧ هو تصغير مهوم، وهو وصف من هوم الرجل إذا نام. والياء الساكنة يعد ياء التصغير للتعويض من حذف إحدى الواوين. وانظر الكتاب ٢/ ٨٦، وشرح الشافية ٢/ ٣٤.
٨ د، هـ. "هذه".
٩ د، هـ: "في تخفيفه".

<<  <  ج: ص:  >  >>