للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزال نضو غزوة مملّا ... وصّال أرحام إذا ما ولَّى١

ذو رحم وصّله وبلّا ... سقاء رحم منه كان صلّا٢

وينفق الأكثر والأقلّا ... من كسب ما طاب وما قد حلّا

إذا الشحيح غلّ كفًّا غلّا ... بسط كفيه معًا وبلّا٣

وحلّ زاد الرحل حلًّا حلّا ... يرقب قرن الشمس إذ تدلَّى

حتى إذا ما حاجباها انفلَّا ... تحت الحجاب بادر المصلَّى٤

أحذى القطيع الشارف الهبلّا ... فجال مخطوف الحشَى شملّا٦

حتى إذا أوفى بلالًا بلّا ... بدمعه لحيته وانغلّا٧

بها وفاض شرقًا فابتلّا ... جيب الرداء منه فارمعلّا٨

وحفز الشأنين فاستهلَّّا ... كما رأيت الوشلين انهلّا٩


١ "نضو غزوة"، كذا في ش، وكتب في هامشها: "نقض", وكذا هو "نقض" في د، هـ، ز. والنقض: المهزول.
٢ "وصله" الضمير المنصوب يعود على الرحم، والمعروف فيها التأنيث، وكأنه أراد بالرحم قرب النسب فذكر. يقول: إنه يبل سقاء الرحم بالصلة، وهذا استعارة، جعل للرحم سقاء وقرابة ووصف أن سقاء الرحم كان قد يبس حتى صوت من القطيعة.
٣ ورد هذا البيت في اللسان "بسط".
٤ "انغلّا تحت الحجاب" أي: دخلا تحته، يريد غروب الشمس.
٥ الخل: الطريق في الرمل، وتسدّاه: علاه وركبه، ونضوه: بعيره المهزول.
٦ القطيع: السوط. والشارف: المسنّ من النوق، والشمل: السريع. ويقال: أحذاه: أعطاه. أراد أنه ينحي على المطية بالسوط, فكأنه يعطيها إياه.
٧ "بلالًا" يبدو أنه محرف من "ألالا" وألال: جبل بعرفات، يريد أنه وصل إلى عرفات، فهناك يبكي من ذنبه ويدعو الله سبحانه.
٨ أرمعلّ: ابتلّ.
٩ الشأنان: عرقان يخدران من الرأس إلى الحاجبين ثم إلى العينين, وقوله: "الشأنين" كذا في ش. وفي د، هـ، ز:"الشأنان", والوشل: الماء القليل يتحلّب من صخرة أوجبل يقطر قليلًا قليلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>