للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام بها وبمنصوب بعدها, فوجب أن تكون هي كأنها الفعل المستقل بفاعله, والمنصوب هو المفعول بعدها, فهي في١ هذا الوجه كرويد٢ زيدًا.

ومن وجه آخر أن قولك: يا زيد, لما اطرد فيه الضم, وتَمَّ به القول, جرى مجرى ما ارتفع بفعله أو بالابتداء, فهذا٣ أدون حالي يا, أعنى: أن "يكون"٤ كأحد جزأي٥ الجملة. وفي القول الأول هي جارية مجرى الفعل مع فاعله. فلهذا قوي حكمها, وتجاوزت رتبة الحروف التي إنما هي إلحاق٦ وزوائد على الجمل.

فلذلك عملت يا ولم تعمل هل, ولا ما, ولا شيء من ذلك النصب, بمعنى الفعل الذي دلّت عليه ونابت عنه. ولذلك ما وصلت تارة بنفسها في قولك: يا عبد الله, وأخرى بحرف الجر نحو قوله: يا لبكر, فجرت في ذلك مجرى ما يصل من الفعل تارةً بنفسه, وأخرى بحرف الجر نحو قوله ٧: خشنت٨ صدره وبصدره, وجئت زيدًا وجئت إليه, واخترت الرجال ومن الرجال, وسميته زيدًا وبزيد, وكنيته أبا علي وبأبي علي.

فإن قلت: "فقد"٩ قال الله سبحانه: {أَلَّا يَسْجُدُوا} ٩ وقد قال غيلان ١٠:

ألا يا أسلمي يا دارمي على البلى


١ في د، هـ، ز: "من". وما هنا في ش، ج.
٢ يريد بذلك أنها تشبه اسم للفعل كرويد زيدًا. وقد قال أبو علي أستاذ المؤلف بذلك, وأنها اسم فعل في بعض أقواله. وفي المسألة بحث انظر في شرح الرضي للكافية ١/ ١٣٢.
٣ في ز: "فهو".
٤ في د، هـ، ز: "يكون الفعل".
٥ في ش: "حرفي".
٦ جمع لحق -بالتحريك- وهو ما يلحق بالشي الأوّل.
٧ سقط في ش.
٨ أي: أوغر صدره عليه وأغضبه.
٩ سقط في د، هـ، ز. وثبت في ش. انظر الآية ص١٩٨ من هذا الجزء.
١٠ في د، هـ، ز: "ذو الرمة". وعجزه:
ولا زال منهلًا بجرعاتك القطر

<<  <  ج: ص:  >  >>