للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووانقطاع ظهرهيه. فهذا نحو من قولهم: أعطيتكه, ومررت بكَهْ, واغزُهْ ولا تدعُهْ. والهاء في كله لبيان الحركة لا ضمير.

ومن ذلك أقعد الثلاثة في المدّ لا يسوغ تحريكه, وهو الألف, فجرت لذلك مجرى الحركة, ألا ترى أن الحركة لا يمكن تحريكها. فهذا وجه أيضًا من المضارعة فيها.

وأما شبه الحركة بالحرف ففي١ نحو: تسميتك امرأة بهند وجُمْل, فلك٢ فيهما٣ مذهبان: الصرف وتركه, فإن تحرك الأوسط ثقل الاسم، فقلت في اسم٤ امرأة سميتها بقدم بترك الصرف معرفة٥ البتة؛ أفلا ترى كيف جرت الحركة مجرى الحرف في منع الصرف. وذلك كامرأة سميتها بسعاد وزينب. فجرت الحركة في قدم وكبد ونحوه مجرى ألف سعاد وياء زينب.

ومن ذلك أنك إذا أضفت إلى الرباعي المقصور أجزت إقرار٦، الألف وقلبها واوًا, نحو: الإضافة إلى حُبْلَى , إن شئت قلت: حُبْلَى, وهو الوجه. وإن شئت: حبلوىّ. فإذا صرت إلى الخمسة حذفت الألف البتة أصلًا كانت أو زائدة. وذلك نحو٤ قولك في حُبَارَى: حُبَارِيّ, وفي مصطفى: مصطفيّ, وكذلك إن تحرك الثاني من الرباعي حذفت ألفه البتة, وذلك قولك في جمزى: حمزيّ’ وفي بشكى بشكيّ, ألا ترى إلى الحركة كيف أوجبت الحذف كما أوجبه الحرف الزائد على الأربعة, فصارت حركة عين جَمَزَى في إيجابها الحذف بمنزلة ألف حُبَارَى, وياء خَيْزَلى٧.


١ سقط في د، هـ، ز.
٢ كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "ولك".
٣ كذا في ز. وفي ش: "فيهما".
٤ سقط في ش.
٥ سقط في د، هـ، ز، وهو أسوغ.
٦ في د، هـ، ز: "ألفه".
٧ هي مشية في تثاقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>